بعد مسلسلات رمضان ورغبتها في امتلاك الطاقة النووية
هل فقدت مصر ام الدنيا القيادة
احداث كثيرة وشبه مفصلية جرت في المنطقة العربية.. اوفي الشرق الاوسط قديم كان او جديد كما يسميها البعض .. احداث صنعت الواقع الحالي وشكلت ملامحة ، و ادت في مجملها الي تقليص ان لم يكن انهاء دور مصر الاقليمي للمنطقة بحكوماتة وشعوبة ، كقيادة تاريخية ذات ثقل.هذا ما لفت انتباهي بعد ان شاهدت بعض من مسلسلات رمضان المصرية ومقارنتها بمثيلاتها العربية من حيث المستوي والمضمون ومنذ ان اعلن جمال مبارك في احد مؤتمرات الحزب الوطني الحاكم في مصر رغبتها في امتلاك الطاقة النووية بعد ان قطعت دول اخري مشابهه اشواط في هذا المجال.
ان انفلات القيادة بات امر شبه المؤكد وهذا ما يجب ان يعرفة اهل المحروسة ، بل ويعرفة العرب اجمعين ، وليس كما قال احمد ابو الغيط علي صفحات روزاليوسف في اغسطس الماضي حين قال ..(( ان ادعاء فقدان القيادة لاينظر الية هكذا فالتاثير المصري لازال موجودا بفاعلية وشدة....)) اوحيث يقول ((.. نحن لم نفقد مقومات القيادة ، والمسألة يجب ان لا ينظر اليها بأعتبارها قيادة وغياب قيادة ، انما هي قدرة التأثير والمسئلة لاتقاس بمفهوم اين القيادة المصرية؟ انما بالتأثير المصري في المنطقة العربية الذي يظهر واضحا في تحركات السياسة المصرية ...))
أن مجرد الحديث بهذه الكيفية ، وما اسهل ان نلاحظ عشرات الامثلة في الاعلام المصري ، اقول لهو اكبر دليل علي ان مصر حكومة وشعيا بتت اكثر شعورا من اي زمن مضي بان القيادة ان لم تكن قد فلتت فقد بدأت فعلا في ذلك.
وعندما نقول ان القيادة قد فلتت من مصر فأن هذا يعني بالضرورة انها كانت الدولة القائد ، ولقد كانت كذلك بالفعل ، فلها كانت الريادة علي كل المستويات ، فالمطبعة بدأت في مصر ، مما جعلها منارة للعلم وقبلة للعلماء كما كانت في الماضي دوما ، كذلك الفنون فالرواية العربية الحديثة انطلقت منها والسنيما العربية ولدت من رحمها ، والموسيقي انبعثت من جديد فيها ، وحتي علي المستوي السياسي فأول مشروع للتحديث والعصرنة كانت هي رائدتة علي يد محمد علي ، وكانت ثورة ناصر ملهمة لكثير من الثورات في المنطقة ومثلا اعلي يتبع. بأختصار كان العلماء هم من درسوا بها، ومن لم يحتذي بثورتها فما هو بثوري ، ومن لم يتغني ويقرض الشعر اويكتب في مصر لاتعرفة الجماهير ولايلقي له احد بال ، فماذا اصاب ارض الكنانة حتي اصبحت دولة لايتعدي اثرها حدودها ؟! دولة يكاد لايميزها عن الاخرين شئ.
يقول الاستاذ كرم جبر في احدي افتتاحياتة (.. لقد مضي عصر الشعبية الزائفة والبطولات الكاذبة والانتصارات الخطابية..) فهو في ذلك صادق ونتفق معه ، ولكن نختلف حين يقول ان تمصير مصائب العرب امر مرفوض فمصير مصر مربوط دون فكاك بمصير العرب ، وهذا لايعني ان تقاتل مصر وحدها ويخرب اقتصادها وحدها كما يحاول الاستاذ كرم جبر ان يشيع هو وشريحة واسعة من انصار الخط الساداتي ، فعندما نتحدث عن مصير فالجميع سيان ، ولكن الامر اصبح مختلفا الان ، حين نعي جميعنا حقيقة تخلفنا وفقرنا وعجزنا ، فماذا بقي للدولة القائد اذن في هذه المرحلة؟.
قبل الاجابة نعود الي تعريف القيادة ، أوبشكل اكثر تحديدا اي قيادة ننتظر من مصر ، ونقول ذلك لايماننا بوزنها وثقلها علي كافة المستويات ، وهنا نعود لأبوالغيط حين يتحدث عن القيادة بمعني التاثير ، ونضيف عليه ونقول قيادة المثل الاعلي والقدوة والنموذج فهذا بالضبط ماتفتقده مصر وننتظرها منها.
فهي لاتحتاج لتمصير مصائب العرب لتكون القائد ، ولاهي بحاجة لميلاد جمال عبدالناصر جديد لترد لها قيادتها والاكان ذلك سباحة عكس تيار التاريخ ، ولامطالبة باخراج طه حسين أونجيب محفوظ اخر فهي اغني من ذلك والتاريخ لايعيد نفسه ومن جانب اخر فلقد ولي زمن التفرد المطلق فالمنارات اصبحت هنا وهناك ، حتي الفنون تعددت اقطابها ، فعند رجل الشارع في كل مدينة وقرية عربية هناك قائد أوفارس في المخيلة ، عبد الناصر صدام حسين حسن نصراللة مهما قيل اواختلف الناس في ذلك ، وهناك اكثر من علم ثقافي نجيب محفوظ ، الطيب صالح غسان كنفاني ، عبدالرحمن منيف وغيرهم الكثير، حتي فنون الدراما والغناء تعددت ينابيعها كدليل لا علي فقد مصر لمكانة لامنازع لها فيها، بل دليل علي غني الامة والفضل بالتأكيد يعود لمصر اول من بداء المشوار.
وبالتالي فالدور المصري كقلب في هذه المرحلة التاريخية هي تقديم نموذج يتبع وقدوة جاذبة ، فهذا هو دورها القبادي القادم بحكم وزنها التاريخي وموقعها الجغرافي ، فنحن في أمس الحاجة لنموذج يتخذ من الديمقراطية اداة وحيدة لتبادل السلطة ، بدلا من انظمة الملك والاماره والتوريث ، لنموذج دولة المقياس الوحيد فيها هو المواطنة وليس الدين او العرق او اللون ، الي دولة تكشف الفساد وتحاربة وتشجع العلم والعلماء وتنشر التسامح ، وتكفل حق التعليم والصحة لشعبها وحين تفشل تصارحة وتقول فشلت.
نعم المشوار طويل وصعب فقد ابداؤ ومن حيث تشاؤن ، من حوادث القطارات أومن فضائح العبارات الغارقة ، من الامية والفساد وسؤ التخطيط ، من الفقر وتهريب الاثار ، أو من مصادرة الحقوق والتعزيب وتكميم الافواه ، من التطرف وتزوير الانتخابات ، أوحتي من طبق الفول الذي يناضل الملاين من أجله ، فرغم كل ماقيل ويقال فأن الجهر بالشئ في مصر لازال اسهل واكثر امنا من اي دولة عربية اخري فهذا هو قدر مصر.
هل فقدت مصر ام الدنيا القيادة
احداث كثيرة وشبه مفصلية جرت في المنطقة العربية.. اوفي الشرق الاوسط قديم كان او جديد كما يسميها البعض .. احداث صنعت الواقع الحالي وشكلت ملامحة ، و ادت في مجملها الي تقليص ان لم يكن انهاء دور مصر الاقليمي للمنطقة بحكوماتة وشعوبة ، كقيادة تاريخية ذات ثقل.هذا ما لفت انتباهي بعد ان شاهدت بعض من مسلسلات رمضان المصرية ومقارنتها بمثيلاتها العربية من حيث المستوي والمضمون ومنذ ان اعلن جمال مبارك في احد مؤتمرات الحزب الوطني الحاكم في مصر رغبتها في امتلاك الطاقة النووية بعد ان قطعت دول اخري مشابهه اشواط في هذا المجال.
ان انفلات القيادة بات امر شبه المؤكد وهذا ما يجب ان يعرفة اهل المحروسة ، بل ويعرفة العرب اجمعين ، وليس كما قال احمد ابو الغيط علي صفحات روزاليوسف في اغسطس الماضي حين قال ..(( ان ادعاء فقدان القيادة لاينظر الية هكذا فالتاثير المصري لازال موجودا بفاعلية وشدة....)) اوحيث يقول ((.. نحن لم نفقد مقومات القيادة ، والمسألة يجب ان لا ينظر اليها بأعتبارها قيادة وغياب قيادة ، انما هي قدرة التأثير والمسئلة لاتقاس بمفهوم اين القيادة المصرية؟ انما بالتأثير المصري في المنطقة العربية الذي يظهر واضحا في تحركات السياسة المصرية ...))
أن مجرد الحديث بهذه الكيفية ، وما اسهل ان نلاحظ عشرات الامثلة في الاعلام المصري ، اقول لهو اكبر دليل علي ان مصر حكومة وشعيا بتت اكثر شعورا من اي زمن مضي بان القيادة ان لم تكن قد فلتت فقد بدأت فعلا في ذلك.
وعندما نقول ان القيادة قد فلتت من مصر فأن هذا يعني بالضرورة انها كانت الدولة القائد ، ولقد كانت كذلك بالفعل ، فلها كانت الريادة علي كل المستويات ، فالمطبعة بدأت في مصر ، مما جعلها منارة للعلم وقبلة للعلماء كما كانت في الماضي دوما ، كذلك الفنون فالرواية العربية الحديثة انطلقت منها والسنيما العربية ولدت من رحمها ، والموسيقي انبعثت من جديد فيها ، وحتي علي المستوي السياسي فأول مشروع للتحديث والعصرنة كانت هي رائدتة علي يد محمد علي ، وكانت ثورة ناصر ملهمة لكثير من الثورات في المنطقة ومثلا اعلي يتبع. بأختصار كان العلماء هم من درسوا بها، ومن لم يحتذي بثورتها فما هو بثوري ، ومن لم يتغني ويقرض الشعر اويكتب في مصر لاتعرفة الجماهير ولايلقي له احد بال ، فماذا اصاب ارض الكنانة حتي اصبحت دولة لايتعدي اثرها حدودها ؟! دولة يكاد لايميزها عن الاخرين شئ.
يقول الاستاذ كرم جبر في احدي افتتاحياتة (.. لقد مضي عصر الشعبية الزائفة والبطولات الكاذبة والانتصارات الخطابية..) فهو في ذلك صادق ونتفق معه ، ولكن نختلف حين يقول ان تمصير مصائب العرب امر مرفوض فمصير مصر مربوط دون فكاك بمصير العرب ، وهذا لايعني ان تقاتل مصر وحدها ويخرب اقتصادها وحدها كما يحاول الاستاذ كرم جبر ان يشيع هو وشريحة واسعة من انصار الخط الساداتي ، فعندما نتحدث عن مصير فالجميع سيان ، ولكن الامر اصبح مختلفا الان ، حين نعي جميعنا حقيقة تخلفنا وفقرنا وعجزنا ، فماذا بقي للدولة القائد اذن في هذه المرحلة؟.
قبل الاجابة نعود الي تعريف القيادة ، أوبشكل اكثر تحديدا اي قيادة ننتظر من مصر ، ونقول ذلك لايماننا بوزنها وثقلها علي كافة المستويات ، وهنا نعود لأبوالغيط حين يتحدث عن القيادة بمعني التاثير ، ونضيف عليه ونقول قيادة المثل الاعلي والقدوة والنموذج فهذا بالضبط ماتفتقده مصر وننتظرها منها.
فهي لاتحتاج لتمصير مصائب العرب لتكون القائد ، ولاهي بحاجة لميلاد جمال عبدالناصر جديد لترد لها قيادتها والاكان ذلك سباحة عكس تيار التاريخ ، ولامطالبة باخراج طه حسين أونجيب محفوظ اخر فهي اغني من ذلك والتاريخ لايعيد نفسه ومن جانب اخر فلقد ولي زمن التفرد المطلق فالمنارات اصبحت هنا وهناك ، حتي الفنون تعددت اقطابها ، فعند رجل الشارع في كل مدينة وقرية عربية هناك قائد أوفارس في المخيلة ، عبد الناصر صدام حسين حسن نصراللة مهما قيل اواختلف الناس في ذلك ، وهناك اكثر من علم ثقافي نجيب محفوظ ، الطيب صالح غسان كنفاني ، عبدالرحمن منيف وغيرهم الكثير، حتي فنون الدراما والغناء تعددت ينابيعها كدليل لا علي فقد مصر لمكانة لامنازع لها فيها، بل دليل علي غني الامة والفضل بالتأكيد يعود لمصر اول من بداء المشوار.
وبالتالي فالدور المصري كقلب في هذه المرحلة التاريخية هي تقديم نموذج يتبع وقدوة جاذبة ، فهذا هو دورها القبادي القادم بحكم وزنها التاريخي وموقعها الجغرافي ، فنحن في أمس الحاجة لنموذج يتخذ من الديمقراطية اداة وحيدة لتبادل السلطة ، بدلا من انظمة الملك والاماره والتوريث ، لنموذج دولة المقياس الوحيد فيها هو المواطنة وليس الدين او العرق او اللون ، الي دولة تكشف الفساد وتحاربة وتشجع العلم والعلماء وتنشر التسامح ، وتكفل حق التعليم والصحة لشعبها وحين تفشل تصارحة وتقول فشلت.
نعم المشوار طويل وصعب فقد ابداؤ ومن حيث تشاؤن ، من حوادث القطارات أومن فضائح العبارات الغارقة ، من الامية والفساد وسؤ التخطيط ، من الفقر وتهريب الاثار ، أو من مصادرة الحقوق والتعزيب وتكميم الافواه ، من التطرف وتزوير الانتخابات ، أوحتي من طبق الفول الذي يناضل الملاين من أجله ، فرغم كل ماقيل ويقال فأن الجهر بالشئ في مصر لازال اسهل واكثر امنا من اي دولة عربية اخري فهذا هو قدر مصر.
تعليقات