كيف انظر لتيارات الاسلام السياسي - مقاربة اولي


عندما كنت في الجامعة كنت ارفض تنظيمات الاسلام السياسي جملتة وتفصيلا، الي درجة قد تصل تأيد قمعها واسكاتها للمعاملة المماثلة التي مارستها الجبهة الاسلامية بعد ان استولت علي السلطة بقيادة عمر البشير وقد يرجع ذلك كله لعنفوان الشباب واندفاعهم واقامة نظام ديمقراطي يستبعدهم، اي شئ أقرب للخرف السياسي الذي تمارسة امريكا وعملائها في العراق اي اقامة نظام ديمقراطي تحت ظل قانون اجتثاث البعث. ولكن بمرور الايام تحولت نظرتي الي الديمقراطية بشكلها الاوسع الذي يتيح للجميع المشاركة في الحكم اما الذين ارتكبوا جرائم في حق الاخرين فالقانون هو الفيصل وليس البلطجه وبالتالي اصبحت لا امانع في ممارسة الاسلام السياسي حقوقة الكاملة في الماكينة السياسية مثل اي تنظيم اخر ما دامت كل العملية سلمية.
ولكن ادركت ايضا مع الايام ان مشكلة الاسلام السياسي بكل اطيافة وذلك لانهم يصعب وصفهم بانهم تنظيم واحد موحد ومنجانس اقول ثبت لدي ان مشكلتهم الاساسة هي الفكر الذي يتبنونه ، فكر يعتقد منذ البداية امتلاكة للحقيقة والدليل بسيط فأنت تدعي انك تنطلق من اسس اسلامية وبالتالي يكون ألاخرين تلقائيا خارج الاسلام. ثم ان التجربة السودانية كشفت ان هناك اسلاميين يقومون بأشياء تتنافي تماما مع الدين كما نعرفه وفي قرارة انفسهم يعتقدون بأنهم علي الطريق القويم وبصدق نية يتعاملون وهذا ما جعل مثل هؤلاء يصدمون حين انتقد د.حسن الترابي النظام القائم الان والذي صنعه هو بيديه ووصفه بانه ابعد مايكون عن الاسلام.
ان الفكر الذي تتبناه هذه الجماعات هو مأزقها الحقيقي وهو الذي يجعلها تلهث وراء السلطة بنهم مثل اي تنظيم سياسي اخر ولكن حين تصل تكتشف انها خالية الوفاض وان فكرها لا ينتج سوي شعارات فضفاضة مثل شعارها الشهير الاسلام هو الحل.
ولكن يجب ان نعترف ان الديكتاتورية والقمع وعنف السلطة هو المولد الاساسي لكل هذا اما اذا ما تركت الامور في جو ديمقراطي فأنها ستتأكل من ذاتها او تصبح تنظيمات تنتج فكرا خلاقا يبتعد عن الانحرافات والتفسيرات الدينية المنحرفة ، فلا أعتقد ان تنظيمات تعيش تحت الارض قادرة علي شئ سوي انتاج فكر معوج
.

تعليقات

المشاركات الشائعة