11 سبتمبر خسائر بالجملة
كثيرة هي الاحداث التي مرت في التاريخ الانساني فغيرت مجراه، وولدت انماط جديده من التفكير والسلوك البشريين. والهجوم الذي حدث في 11 سبتمبر بالطائرات علي برجي التجارة العالمية واحد من هذه الاحداث. فبحق العالم قبل الهجوم مختلف عن ما بعده ولكن السؤال الي اي درجة؟ وماذا ربحت الانسانية وماذا خسرت من كل ماحدث؟
وبعد مرور كل هذه السنوات اصبح من السهل تحديد توجهات قوي الفكر باستخدام كثير من المعطيات التي اتضحت مع الايام ورغم حقيقة ان كثيرمن الاحداث والادوار والايادي الخفيه لازات مستترة ، الا ان الاستنتاجات العقلية والمنطق السليم قد يرسم صورة واقعية وحقيقية في كثير من الاحيان.
نظرية المؤامرة مرفوضة ولكن
لم يعد خاف علي احد ان السياسة الامريكية ومنذ فترة ليست بالقريبه، محركها الاساسي هو الهيمنه والسيطرة علي مقدرات العالم ، وصحيح ان تحقيق هذا الهدف مر بمراحل تطورية عده قد يكون ميلاده مع بداية عمليات ابادة الهنود الحمر أواسترقاق الزنوج، الا ان تبلور فلسفة تتبناها الدولة ، بدأت ارهاصاته مع بدايات القرن العشرين مع مقولات مثل اقوال الرئيس الامريكي الاسبق ودرو ولسون كمثال والتي نشرناه سابقا. وفي اعتقادي فأن هذه الفلسفة والتي تري ان استمرار الولايات المتحدة كدولة غظمي تتمتع بالرفاهية والقوة مرهون بالهيمنة علي الاخرين لدرجة الاستغلال ، وكأن الامر اعادة لمنطق الرق ولكن باسترقاق الدول ومن ثم البشرهذه المره، اقول هذه الفلسفة المعلنه والتي ليست بالخفيه الا علي الذين يدسون رؤسهم في الرمال ، كانت تطبق من خلال وكلاء و عملاء موالين للولايات المتحدة هنا وهناك والحرب كانت تشن بالوكالة. وأن كانت هذه السياسة والفلسفة التي تقوم عليها معلنه وواضحة وضوح الشمس فان المؤامرة تنتفي لان كل الاشياء واضحة . ولكن استيلاء جورج بوش الابن واليمين المتطرف علي السلطة في الولايات المتحدة، احدث تطورا جديدا في فلسفة السياسة الخارجية الامريكية تمثلت في اتخاذ وسيلة جديدة لطبيق الاهداف من خلال الهيمنة والسيطرة، بالتدخل المباشر وبالقوة العسكرية بدلا من اللعب في الظل او اعتمادا علي حروب الوكالة.
ومع الايام ثبت بما لايدع مجالا للشك بان هذا اليمين المتطرف استغل هذا الهجوم لابعد حد والي درجة الاعتصار، من اجل استخدامه معبرا لتحقيق اهداف الولايات المتحدة ولكن من خلال رؤيته هو اليمينية وبواسطة ادواته التي سماها الحرب الاستباقية والتي ما هي الا فلسفتة يالتدخل المباشر كوسيلة رئيسة. وهذا يبدو مفهوما الان خاصة بعد تلويح البعض هنا وهناك دون مواربه بأدلة ومؤشرات عن علم الادارة الامريكية المسبق بالهجوم، واي كانت الحقيقة ، فأن الشئ الوحيد الذي يمكن تاكيده هو ان الحكومة الامريكية المتطرفة بقيادة جورج بوش الابن قد تأمرت علي البشرية جمعاء واستغفلتها واول المستغفلين الشعب الامريكي نفسه حين ضخمت الحدث مستخدمة كل الاسلحة المشروعة وغير المشروعة لصنع منه المدخل لتطبيق رؤيتها. اليس موت الاف البشر وتشريد ملاين وذعر الامنين من اجل اهداف لايفوت علي المدقق انها تصب في مصلحة الشعب الامريكي مؤامرة.
هل خسرنا من هذا الهجوم
لايستطيع الكثير منا انكار الفرحة التي سادت عندما نقلت وسائل الانباء المختلفة هذا الحدث، فهذه هي المرة الثانية التي يهز فيها كبرياء الولايات المتحدة علي ارضها بعد الهجوم الياباني في بيرل هاربر القرن الماضي.
ولكن اذا ما تفحصنا بعد كل هذه السنوات نجد ان لدينا نحن يضا خسائر فادحه، فلقد تم تحويل الاسلام الي دين يقوم علي القتل والارهاب وسفك الدماء، واصبحت في قواميس العامة وخاصة في الغرب كلمات مثل مسلم وعربي وارهابي تحمل نفس المعاني، ليس هذا وحسب بل ان هذا الهجوم اعطي فرصة للمتربصين بتضخيم الفكر المتطرف والمتشدد حتي بات وكأنه الفكر السائد عندنا وهذه ليست الحقيقة. بالاضافة الي ان نمط الادارة الامريكية الجديد بعد الهجوم والمتمثل في التدخل المباشرلم يعالج المسببات التي يتولد عنها التطرف كما ادعوا، مثل الفقروالبطاله وكبت الحريات فكلها اشياء للولايات المتحدة نسبة مشاركة عالية ان لم تكن هي السبب الرئيس فيها، وبالتالي فأن ما كان يشاع عن سيادة التطرف والعنف والذي يدعمه الاسلام بات حقيقة ملموسة علي ارض الواقع في السنوات التي تلت الهجوم متمثلا في ازدياد العنف والاغتيالات والاحزمة الناسفة والعمليات الانتحارية كحاله طبيعيه للهرب من الواقع المذري والرد علي الفقر والديكتاتورية والبطاله.
وقد تكون كل هذه خسائر تخصنا نحن ولكن الانسانية كذلك لها نصيب وافر يتمثل اكثر ما يتمثل في فلسفة ما يسمي بصراع الحضارات فمع انه صحيح ان هذا المفهوم تاريخيا اقدم من هجوم 11 سبتمبر الا ان هذا الاخير منحه الشرعية والدليل علي صحت ما ذهب اليه، فلقد اصبح مفهوم التداخل البناء للحضارات والتعايش السلمي فيما بينها صعب الهضم والاكثر صعوبه هو اقناع الناس هنا بأن ليس كل الغرب عدو، واقناع الناس هناك ان الاسلام دين تسامح وسلام.
ماذا خسرت امريكا
الشئ الاهم هنا التفريق بين امريكا الرسمية اي امريكا جورج بوش، وامريكا الشعبية. فالاولي خسرت الحرب وبجدارة، واتضح الكذب والادعائات الزائفة لسياستها. فلا اسلحة الدمار الشامل العراقية وجدت ولا القاعدة وطالبان اندحروا، ولا الديمقراطية انتشرت بل العكس هو الصحيح.
اما امريكا الشعبية، فديدنها ديدن كل الشعوب الخاسر الاكبر والاخير، لسياسات القادة المهوسيين، فالملاين التي صرفت في العراق تم دفعها من قوت الشعب الامريكي ، مقابل الامن الذي وعدوه به وهذا لم يتحقق. ومئات الجنود الذين قتلوا ويقتلون يوميا دون طائل ولا معني هم ابناء وازواج واخوة لشعب الامريكي. وحتي الذين قتلوا في 11 سبتمبر قتلوا بيد القيادات الامريكية، اليست هذه تنظيمات مثل الجهاد والقاعدة تنظيمات اسست ودربت وسلحت بواسطة امريكا في الحرب الباردة فكل ما حدث هو ارتداد السحر علي الساحر.
ماذا كسبت الانسانية
من كل هذا يمكننا ان نقول، ان الربح تمثل في ان ارادة الشعوب لاتنكسر فالمقاومة الشريفة موجودة وسوف تظل. وان الشعوب مهما طال قهرها واستغفالها واستغلالها لابد وان تنتفض يوما، وان الفكر المتطرف والمتشدد مهما كانت ثقافته اوديانته لاينتج سوي الدمار.
وبعد مرور كل هذه السنوات اصبح من السهل تحديد توجهات قوي الفكر باستخدام كثير من المعطيات التي اتضحت مع الايام ورغم حقيقة ان كثيرمن الاحداث والادوار والايادي الخفيه لازات مستترة ، الا ان الاستنتاجات العقلية والمنطق السليم قد يرسم صورة واقعية وحقيقية في كثير من الاحيان.
نظرية المؤامرة مرفوضة ولكن
لم يعد خاف علي احد ان السياسة الامريكية ومنذ فترة ليست بالقريبه، محركها الاساسي هو الهيمنه والسيطرة علي مقدرات العالم ، وصحيح ان تحقيق هذا الهدف مر بمراحل تطورية عده قد يكون ميلاده مع بداية عمليات ابادة الهنود الحمر أواسترقاق الزنوج، الا ان تبلور فلسفة تتبناها الدولة ، بدأت ارهاصاته مع بدايات القرن العشرين مع مقولات مثل اقوال الرئيس الامريكي الاسبق ودرو ولسون كمثال والتي نشرناه سابقا. وفي اعتقادي فأن هذه الفلسفة والتي تري ان استمرار الولايات المتحدة كدولة غظمي تتمتع بالرفاهية والقوة مرهون بالهيمنة علي الاخرين لدرجة الاستغلال ، وكأن الامر اعادة لمنطق الرق ولكن باسترقاق الدول ومن ثم البشرهذه المره، اقول هذه الفلسفة المعلنه والتي ليست بالخفيه الا علي الذين يدسون رؤسهم في الرمال ، كانت تطبق من خلال وكلاء و عملاء موالين للولايات المتحدة هنا وهناك والحرب كانت تشن بالوكالة. وأن كانت هذه السياسة والفلسفة التي تقوم عليها معلنه وواضحة وضوح الشمس فان المؤامرة تنتفي لان كل الاشياء واضحة . ولكن استيلاء جورج بوش الابن واليمين المتطرف علي السلطة في الولايات المتحدة، احدث تطورا جديدا في فلسفة السياسة الخارجية الامريكية تمثلت في اتخاذ وسيلة جديدة لطبيق الاهداف من خلال الهيمنة والسيطرة، بالتدخل المباشر وبالقوة العسكرية بدلا من اللعب في الظل او اعتمادا علي حروب الوكالة.
ومع الايام ثبت بما لايدع مجالا للشك بان هذا اليمين المتطرف استغل هذا الهجوم لابعد حد والي درجة الاعتصار، من اجل استخدامه معبرا لتحقيق اهداف الولايات المتحدة ولكن من خلال رؤيته هو اليمينية وبواسطة ادواته التي سماها الحرب الاستباقية والتي ما هي الا فلسفتة يالتدخل المباشر كوسيلة رئيسة. وهذا يبدو مفهوما الان خاصة بعد تلويح البعض هنا وهناك دون مواربه بأدلة ومؤشرات عن علم الادارة الامريكية المسبق بالهجوم، واي كانت الحقيقة ، فأن الشئ الوحيد الذي يمكن تاكيده هو ان الحكومة الامريكية المتطرفة بقيادة جورج بوش الابن قد تأمرت علي البشرية جمعاء واستغفلتها واول المستغفلين الشعب الامريكي نفسه حين ضخمت الحدث مستخدمة كل الاسلحة المشروعة وغير المشروعة لصنع منه المدخل لتطبيق رؤيتها. اليس موت الاف البشر وتشريد ملاين وذعر الامنين من اجل اهداف لايفوت علي المدقق انها تصب في مصلحة الشعب الامريكي مؤامرة.
هل خسرنا من هذا الهجوم
لايستطيع الكثير منا انكار الفرحة التي سادت عندما نقلت وسائل الانباء المختلفة هذا الحدث، فهذه هي المرة الثانية التي يهز فيها كبرياء الولايات المتحدة علي ارضها بعد الهجوم الياباني في بيرل هاربر القرن الماضي.
ولكن اذا ما تفحصنا بعد كل هذه السنوات نجد ان لدينا نحن يضا خسائر فادحه، فلقد تم تحويل الاسلام الي دين يقوم علي القتل والارهاب وسفك الدماء، واصبحت في قواميس العامة وخاصة في الغرب كلمات مثل مسلم وعربي وارهابي تحمل نفس المعاني، ليس هذا وحسب بل ان هذا الهجوم اعطي فرصة للمتربصين بتضخيم الفكر المتطرف والمتشدد حتي بات وكأنه الفكر السائد عندنا وهذه ليست الحقيقة. بالاضافة الي ان نمط الادارة الامريكية الجديد بعد الهجوم والمتمثل في التدخل المباشرلم يعالج المسببات التي يتولد عنها التطرف كما ادعوا، مثل الفقروالبطاله وكبت الحريات فكلها اشياء للولايات المتحدة نسبة مشاركة عالية ان لم تكن هي السبب الرئيس فيها، وبالتالي فأن ما كان يشاع عن سيادة التطرف والعنف والذي يدعمه الاسلام بات حقيقة ملموسة علي ارض الواقع في السنوات التي تلت الهجوم متمثلا في ازدياد العنف والاغتيالات والاحزمة الناسفة والعمليات الانتحارية كحاله طبيعيه للهرب من الواقع المذري والرد علي الفقر والديكتاتورية والبطاله.
وقد تكون كل هذه خسائر تخصنا نحن ولكن الانسانية كذلك لها نصيب وافر يتمثل اكثر ما يتمثل في فلسفة ما يسمي بصراع الحضارات فمع انه صحيح ان هذا المفهوم تاريخيا اقدم من هجوم 11 سبتمبر الا ان هذا الاخير منحه الشرعية والدليل علي صحت ما ذهب اليه، فلقد اصبح مفهوم التداخل البناء للحضارات والتعايش السلمي فيما بينها صعب الهضم والاكثر صعوبه هو اقناع الناس هنا بأن ليس كل الغرب عدو، واقناع الناس هناك ان الاسلام دين تسامح وسلام.
ماذا خسرت امريكا
الشئ الاهم هنا التفريق بين امريكا الرسمية اي امريكا جورج بوش، وامريكا الشعبية. فالاولي خسرت الحرب وبجدارة، واتضح الكذب والادعائات الزائفة لسياستها. فلا اسلحة الدمار الشامل العراقية وجدت ولا القاعدة وطالبان اندحروا، ولا الديمقراطية انتشرت بل العكس هو الصحيح.
اما امريكا الشعبية، فديدنها ديدن كل الشعوب الخاسر الاكبر والاخير، لسياسات القادة المهوسيين، فالملاين التي صرفت في العراق تم دفعها من قوت الشعب الامريكي ، مقابل الامن الذي وعدوه به وهذا لم يتحقق. ومئات الجنود الذين قتلوا ويقتلون يوميا دون طائل ولا معني هم ابناء وازواج واخوة لشعب الامريكي. وحتي الذين قتلوا في 11 سبتمبر قتلوا بيد القيادات الامريكية، اليست هذه تنظيمات مثل الجهاد والقاعدة تنظيمات اسست ودربت وسلحت بواسطة امريكا في الحرب الباردة فكل ما حدث هو ارتداد السحر علي الساحر.
ماذا كسبت الانسانية
من كل هذا يمكننا ان نقول، ان الربح تمثل في ان ارادة الشعوب لاتنكسر فالمقاومة الشريفة موجودة وسوف تظل. وان الشعوب مهما طال قهرها واستغفالها واستغلالها لابد وان تنتفض يوما، وان الفكر المتطرف والمتشدد مهما كانت ثقافته اوديانته لاينتج سوي الدمار.
تعليقات
كل سنه وأنت طيب أخي ايمن حاج