الفردية هي مايحول العالم الي جحيم
مأزق الحضارة الانسانية1
يبدو ان الانسانية جمعاء قد وصلت بها الحضارة الحديثة لمأزق لايمكنها الخروج منه سوي بتغير اسس هذه الحضارة نفسها،فما أن تطالعك نشرات الاخبارحتي تداهمك انباء القتل والدمار وصور الفقر والمجاعات والكوارث الطبيعية. والكلمة المسيطره علي كل هذا هي كلمة الموت.
فقد بات الموت هو عنوان هذا المأزق وأهم معالمة، فالموت وهوعلينا حق،والحقيقة المؤكدة الوحيدة في حياة الانسان علي حد قول الفيلسوف الكبير مارتن بوبر، اصبح بضربة واحدة يحصد الالاف بطريقة لم يشهدها التاريخ البشري من قبل، وهذا ما يمكن تتبعه بسهوله ففي فترة قصيره مثل القرن العشرين وافتتاحية الواحد والعشرين مقارنة بالتاريخ البشري ككل. فعلي سبيل المثال مات من ثمانية الي عشر ملاين عسكري ناهيك عن المدنيين في الخرب العالمية الاولي، وخمسة عشرمليون عسكري وخمس وخمسون مليون مدني في الثانية، وما يقارب الاربع ملاين في فيتمام وعدد يقال انه جاوزالستمائة الف في العراق حتي الان لا بل ان الانسانية وصلت حدا من الموت الجماعي بقتلها لذاتها عن طريق خنق كوكب الارض نفسه فما الاحتباس الحراري والتلوث البيئي الذي حصد الاف الارواح في تسونامي وكاترينا ومجاعات افريقيا الا اثر هذا الانتحار الجماعي.والجدير بالملاحظة ان كل هذا مربوط ربط شبه مؤكد بالسياسة المربوطة هي نفسها بفلسفة الفردية والانانية التي باتت تسيطر علي العقلية الجمعية للعالم ان صح التعبير، فالدول تتعامل وكانها الوحيدة في العالم من حيث رعاية مصالحها، وافراد الدول يتعاملون وكأنهم يعيشون وحدهم في دولهم، فالافقار المنظم لدول العالم الثالث ما هو الا تعبيرعن فردية الدول الغنية ، وحتي في هذه الدول فأن تكريس الثروات في ايدي قله وترك الملاين للفقر والمرض والبطاله ما هو كذلك الانتيجة فردية من يملكون في مقابل من لايملكون.
وقد يكون اكبر مثل لفردية الدول هو ماتنتهجة الولايات المتحدة الامريكية تجاه البيئة مثلا، ففردانيتها السياسية لاتحتاج لكبير عناء لنعرفها، فهي من الرافضين الاساسيين لاتفاقيات الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري رغم الاثار السالبه علي البشرية جمعاء لان ذلك قد يأثر علي وضعها الاقتصادي والصناعي كما تعتقد هي، وهذا بدورة يتصل بفردانية من يملكون مفاتيح الاقتصاد فيها تجاه الشعب الامريكي الذي سيتأثر كباقي الشعوب بهذه الظاهرة.
ولماذا نذهب بعيدا، فبأقل مجهود يمكننا ان نشاهد نمط الفردية وهويبسط جناحيه علي حياتنا اليومية، فالرشوة والمحسوبية واختلاس المال العام رغم عشرات المبررات التي يمكننا ان نفسر بها هذا السلوك، الا انها في التحليل النهائي نتيجة طبيعية للفردية السائدة
كسلوك اجتماعي اخذ في التنامي، والسيطرة علي كل المناحي الحياتية، سياسية اواقتصادية او اجتماعية.
ويبقي السؤال الاساسي هو كيف نحول العالم من عالم يقوم علي الفردية الي الجماعية؟ دون المساس بأستقلالية الفرد، فالتجربة علمتنا ان الجماعية المفرطة تماما كالفردية قد تحولنا الي مجرد قطيع.
يبدو ان الانسانية جمعاء قد وصلت بها الحضارة الحديثة لمأزق لايمكنها الخروج منه سوي بتغير اسس هذه الحضارة نفسها،فما أن تطالعك نشرات الاخبارحتي تداهمك انباء القتل والدمار وصور الفقر والمجاعات والكوارث الطبيعية. والكلمة المسيطره علي كل هذا هي كلمة الموت.
فقد بات الموت هو عنوان هذا المأزق وأهم معالمة، فالموت وهوعلينا حق،والحقيقة المؤكدة الوحيدة في حياة الانسان علي حد قول الفيلسوف الكبير مارتن بوبر، اصبح بضربة واحدة يحصد الالاف بطريقة لم يشهدها التاريخ البشري من قبل، وهذا ما يمكن تتبعه بسهوله ففي فترة قصيره مثل القرن العشرين وافتتاحية الواحد والعشرين مقارنة بالتاريخ البشري ككل. فعلي سبيل المثال مات من ثمانية الي عشر ملاين عسكري ناهيك عن المدنيين في الخرب العالمية الاولي، وخمسة عشرمليون عسكري وخمس وخمسون مليون مدني في الثانية، وما يقارب الاربع ملاين في فيتمام وعدد يقال انه جاوزالستمائة الف في العراق حتي الان لا بل ان الانسانية وصلت حدا من الموت الجماعي بقتلها لذاتها عن طريق خنق كوكب الارض نفسه فما الاحتباس الحراري والتلوث البيئي الذي حصد الاف الارواح في تسونامي وكاترينا ومجاعات افريقيا الا اثر هذا الانتحار الجماعي.والجدير بالملاحظة ان كل هذا مربوط ربط شبه مؤكد بالسياسة المربوطة هي نفسها بفلسفة الفردية والانانية التي باتت تسيطر علي العقلية الجمعية للعالم ان صح التعبير، فالدول تتعامل وكانها الوحيدة في العالم من حيث رعاية مصالحها، وافراد الدول يتعاملون وكأنهم يعيشون وحدهم في دولهم، فالافقار المنظم لدول العالم الثالث ما هو الا تعبيرعن فردية الدول الغنية ، وحتي في هذه الدول فأن تكريس الثروات في ايدي قله وترك الملاين للفقر والمرض والبطاله ما هو كذلك الانتيجة فردية من يملكون في مقابل من لايملكون.
وقد يكون اكبر مثل لفردية الدول هو ماتنتهجة الولايات المتحدة الامريكية تجاه البيئة مثلا، ففردانيتها السياسية لاتحتاج لكبير عناء لنعرفها، فهي من الرافضين الاساسيين لاتفاقيات الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري رغم الاثار السالبه علي البشرية جمعاء لان ذلك قد يأثر علي وضعها الاقتصادي والصناعي كما تعتقد هي، وهذا بدورة يتصل بفردانية من يملكون مفاتيح الاقتصاد فيها تجاه الشعب الامريكي الذي سيتأثر كباقي الشعوب بهذه الظاهرة.
ولماذا نذهب بعيدا، فبأقل مجهود يمكننا ان نشاهد نمط الفردية وهويبسط جناحيه علي حياتنا اليومية، فالرشوة والمحسوبية واختلاس المال العام رغم عشرات المبررات التي يمكننا ان نفسر بها هذا السلوك، الا انها في التحليل النهائي نتيجة طبيعية للفردية السائدة
كسلوك اجتماعي اخذ في التنامي، والسيطرة علي كل المناحي الحياتية، سياسية اواقتصادية او اجتماعية.
ويبقي السؤال الاساسي هو كيف نحول العالم من عالم يقوم علي الفردية الي الجماعية؟ دون المساس بأستقلالية الفرد، فالتجربة علمتنا ان الجماعية المفرطة تماما كالفردية قد تحولنا الي مجرد قطيع.
تعليقات