اجتماعات ومباحثات واتفاقيات – ماذا نريد منها؟




اتفاق سلام جنوب السودان بين حكومة السودان وجبهة الجنوب
اتفاق سلام غرب السودان بين حكومة السودان وجبهة الغرب
اتفاق سلام شرق السودان بين حكومة السودان وجبهة الشرق


وما القادم ياترا؟؟..

اتفاق سلام شمال السودان بين حكومة السودان وجبهة شمال السودان
اتفاق سلام وسط السودان بين حكومة السودان وجبهة الوسط
اتفاق سلام العاصمة المثلثة بين حكومة السودان والجبهة المثلثة

هذا ليس بمزاح ، او كما نقول بالعامية تريقة ، فحاشا للة ان تكون قضايا الوطن ساحة لذلك ، كل ما في الامر انني كلما طالعت وجهي البالغ مليون ميل مربع، في مرايا نفسي اجدة مثقلا بالهموم وترتسم علي قسماتة تساؤلات شتي تدور حول امور بعيدة كل البعد عن مايدور في الساحة الان.

الحرب توقفت ، امر عظيم ، فمن ذاك الذي يسعي لها؟ فهي دائما تولد الخراب والفقر والتفكك والكره، وحين تنتهي دائما يولد السلام الذي بدوره يولد التعمير والاكتفاء والحب ، لهذا نحن نصفق لمن يوقف دولاب الاقتتال ونصفق اكثر لمن يطيل عمر السلام ويجعله حقيقيا وليس فقط ايقاف لاطلاق النار أو مجرد هدنة.
وكرجل شارع عادي لوطالعة اتقاقيات السلام تلك عشرات المرات لربما لم افهم شيئا، فالمهم عندي علي الاقل الان وفي هذه المرحلة الامن والامان ، حاياتي اليومية وحاجياتها .
ان اتفاقيات الجنوب والتي توقفت الحرب علي اثرها واتفاقيات الشرق والمساعي الجادة في الغرب، والخروقات الامنية هنا وهناك واخيرا داخل العاصمة الشئ الذي لم يجربه اهلها من قبل ولم يتذوقوامرارة طعمه كلها افرازات للحقيقة المسكوت عنها والتي يجب ان نواجهها بشجاعة كضريبة يجب ان تدفع من اجل السلام الحقيقي ، هذه الحقيقة هي ان السودان طيلة السنوات الماضية ومنذ الاستقلال كان وطن مجزئ غير معلن عنه، بأرادة من ومن اجل من ولمصلحة من لايهم، فهذا لايغير من الحقيقة الكثير.
والغريب هو ان هذه التجزئة لم تكن ابدا بين سواد الشعب السوداني كسلوك ثابت في ميكانزمات التعامل اليومي له مهما قيل فاين نحن من التفرقة العنصرية في امريكا القرون الفائتة او في جنوب افريقيا. بل كانت بين الساسة والزعماء والنخب التي حكمت هذا البلد ونتيجة لسياساتها والاوضاع الطبقية التي خلقتها بنهبها وافقارها لهذا الشعب، الاتلاحظون ياساده انه كلما ازدادت الفوارق الطبقية كلما اصبحت التفرقات بشتي انواعها، العرقية والثقافية والدينية اكثر وجود واشد بروزا.نعم انا من ابناء المدن وتحديدا من هؤلاء الذين ولدوا بالعاصمة، ولم اري هذا التلاحم الشعبي الذي اتحدث عنه راي العين، ولكني لمسته بصدق في قرية صغيرة بائسة الاكواخ المبنيه من طين فيها قمة الترف. قرية نمت حول احدي المناطق الصناعية بالقرب من العاصمة كدليل صارخ علي التنمية غير المتوازنة من جانب وعلي الافقار المنظم للاطراف مما جعل الناس يفرون من طاعون الفقر والحرب الي حياة البؤس والحرمان والاامل، قرية يقطنها فقراء من كل حدب وصوب، مسلمين ومسيحيين عرب وزنج يجمهم فقط الفقر والشعور الواحد بكونهم بشر.فلاوجود لما نسميه فروقات نتحدث عنها بأذهاب ونتفاوض من اجلها ونوقع الاتفاقيات، لاادري ماذا حل بهذا النموزج الان بعد اكثر من ثمان سنوات، افتك بهم الفقر وجعل الناس تأكل بعضها بعضا، ام تسلل بينهم احد المتفزلكين واقنعهم بأنهم مختلفون فيما بينهم دينيا وثقافيا وعرقيا وعليه فأن هذا كافي ليقتتلوا ويتحاربوا.. لاادري؟
نعم ان الامر كذلك ، فنحن متحدون والذين في الاعلي هم الذين يودون تقسيمنا لخدمة مصالحهمن ، والا فما الذي كان يجعل العرب يذهبون الي الدينكا ليرعوا في اراضيهم ؟!، وما الذي كان يجعل اهل الغرب يتقاسمون الماء والكلاء عربهم وزنجهم علي قلته ؟!، ما الذي جعلنا الان نتحدث عن اختلافنا ونسعا جادين لتمذيق هذا الوطن ؟!، ما الذي يجعل الكل يحارب الكل ولايطيقة ، الاجابة ببساطه انه الفقر والافقار ، الفساد وحب السلطة والتسلط ، حتي ولوكان علي جماجمنا. فهل ياترا اذا ما حفرت الابار وشقت الطرق وبنيت المدارس والمستشفيات ونظمت الزراعة والرعي ، باختصار اذا ما كنا استثمرنا ثرواتنا ووظف ما استدناه من اموال في مشاريع حقيقية اكانت حرب الجنوب استمرت كل هذا الامد؟ وهل كان ما يحدث الان في الشرق والغرب ليحدث؟ لا بالطبع فما حدث ليس بسبب الاختلافات العرقية والدينية والثقافية كما يشيع البعض كل الامر انه بسسب الفقر بسبب النهب المقصود وغير المقصود، بسبب افقار البلاد من مواردها لسؤ التخطيط وتخبط النخب الحاكمة لسودان منذ استقلالة، فماذا عسانا ان نتوقع من مجموعة جياع وضعت امامهم لقمة واحدة!!
وبما انني جغرافيا من اقصي الشمال فالوضع ليس باحسن من البقية فقط بفارق ان اهل المنطقة ليسوا هناك الان فقد رحلوا عن قراهم وتركوها لرمال الصحراء لتبتلعها ثم تاهوا بين قصور الخليج.

يا سادة جهودكم مقدرة ولكن ما يعنينا ان نمشي مطمئنيين، ان نجد تعليما جيدا لابنائنا دون ان يطالبنا احد برسوم للكهرباء والماء والكتب والمعلم ، ان نذهب للمستشفي فلانرغم أن نشتري و ندفع من الشاش الي ............. لايهم. ان نجد فرص للعمل تكفيني مهانة السفر وعنائه.
لاتهمنا كثيرا عائدات النفط وكيف تقسم ، لايعنينا تقسيم السلطة واشكاله ومن فوق ومن تحت فالان نحن جياع فقراء وضائعين ، وكفي.

تعليقات

المشاركات الشائعة