بين نور ومهند حكايات كثيرة



كعشرات الاعمال الفنية التي تبث كالسيل المنهمر جراء انفجار البث الفضائي ما كان احد ليلقي بالا لعمل فني كالمسلسل التركيي نور الذي بث مؤخرا لولا انتقادات مفتي السعودية الاخيرة بشانه. مع ان الحديث تنامي قبل ذلك اصلا حول هذا المسلسل بصورة كبيرة الي درجة اشاعة انه تسب في كثير من حالات الطلاق او قول احدي النساء بحسرة ...

- الرجل عندنا لو سو له عمل عند شيخ ما بيعمل ذي مهند (بطل المسلسل).

فكثير من الاعمال الفنية تابعها الناس بشغف وتحدثوا عنها ربما لسنوات ولكن الاضواء تم تسليطها بشدة هذه المره وعندما يخلط الامر بالدين يصبح كصب الزيت علي النار.
ومع انني لست ناقدا فنيا ولا علم لي باصول الدراما، الا انني لمست بعد ان شاهد بعض الحلقات ان المسلسل عمل درامي عادي ومتواضع ولربما يكون اكثر من هذا، ولكن وفي نفس الوقت وبقليل من الجهد يمكن ان نكتشف ان نسبة المشاهده العالية تلك ماهي الا صدي الكبت بكل انواعه عند المشاهد خاصة النساء الطرف ذو النصيب الاوفر من الكبت والقهر، وليس هذا وحسب بل هو نتيجة طبيعية للكم الهال من الاحباطات التي يعيشها شارعنا، وما يشهده المجتمع من اهتزاز القيم وغياب المثل العليا ، واعلاء القيم المادية والاستهلاكية علي حساب ما سواها من قيم.
والمسلسل ليس كما يعتقد المعارضون او المفتي السعودي جميل في نظر المؤيدين لان مشاهده بين القصور الفخمة والمناظر الخلابهه ، او لان الرجال والنساء فيه علي السجيه دون حواجز مع كثير من الهمس واللمس، او لان الكل علي النمط الغربي الشيطان الاكبر كما يقولون، بل لان احداث المسلسل والمسلسل ككل علي ضعفه الفني لمس الوتر الحساس وتر الحرية’، الحرية بمعناها الملق وليست تلك المتضمنه في المسلسل فهي مجرد مسخ لانسلاخ ثقافي وحضاري حتي في تركيا صاحبة المسلسل نفسها. وقد يكون ماقلناه من حسنات هذا العمل لانه يكشف لنا ذلك ولكن الاخيرة من مضاره فالجميع يعرف ان تركيا الاتاتوركية لم تبخل بجهد لتثبت بانها دولة اوروبية من حيث الجغرافا والمجتمع وما هذا العمل سوي انعكاس لايديولجيا اتاتورك ومن بعده. ونحن بدورنا لسنا بعيدين عن ذلك ففي عصر الهزيمة الشاملة التي نعيش بات كل ماهو غربي له الصدارة ومن اراد ان يحمي نفسه تقوقع في الماضي وبات يعيش في حالة اقرب للانفصمم.
والحالة تلك جعلت المسلسل تعبيرا صاقد عن حالة الضياع والاستلاب الذي نعيش الشي الذي جعل الامر مقبولا في نظر المشاهد بل جذابا رغم كمية الامعقول التي يحويها ، فلا يمكن ان يكون الحمل خارج علاقة الزواج امرا عاديا ومقبول مهما حاول بعض المتحزلقين من مؤيدي المسلسل اقناعنا بانه يعكس امورا تحدث في الواقع ، نعم فالحمل خارج الزواج يحدث في حياتنا اليومية بل ان معدلاته في ازديات ولكن الواقع يقول ان المراة هي من يقع عليه العقاب ويدفع الثمن بينما الرجل يفلت كاحد وجوه الكبت والظلم في مجتمعاتنا، وهذه خطورة مخباة بين جنبات المسلسل الا ان الاشد خطرا خاصة في ظل الهزيمة الشاملة هي خلق اجيال دون مثل اعلي ودون رموز للبطولة. فالاجيال السابقة عرفت من خلال الفن ابطالا ورموزا مثل حمزة في الرسالة او عمر المختار في اسد الصحراء اوصلاح الدين الايوبي وعرابي ومحمداحمد المهدي والكثير الكثير، فماذا نقدم للاجيال الصاعدة الان مهند!
مدخل اخير... رغم كل ما قيل ويقال لازالت الامة قادرة علي التمييز .. فلا داعي لفتاوي تري الفيل وتطعن في ظله.

تعليقات

المشاركات الشائعة