الفرق بين عبدالواحد نور ونيل ارمسترونج



الفرق بينهما شئ واحد فقط، هو أن ارمسترونج كان أول انسان هبط علي سطح القمر بينما عبدالواحد لم يكن اول سوداني هبط في تل ابيب أو علي أقل تقديرأقام علاقة مع أسرائيل هذا أولا.
وبناء علي هذه الحقيقة، فأن اقدام عبدالواحد علي فتح مكتب لحركته لدي العدو الصهيوني وعلي الاراضي المغتصبة أمرا بحد ذاته يخلق نوعا من الاشمازازحين نمد اليد لمجموعة من القتلة العنصريين والمغتصبين مثل الصهاينة، الا أنه وفي نفس الوقت لم يخلق تلك الصدمة العنيفة المدوية كما حدث عندما زار انور السادات اسرائيل مثلا، وهذا طبيعي في زمن التخاذل الذي نعيشه فكثير من الدول العربية مثلا في الجانب الرسمي لها علاقات دبولماسية مع العدو الصهيوني وقسم من الفلسطينيين انفسهم دخلوا في مفاوضات معه.
وكل ما قيل ليس بالجديد فالاهم هنا هو علاقتنا بأسرائيل، كيف نقيمها وتحت اي مسوغات نتخذ القرار ان نقيم علاقة معه من عدمه، هذا ليس لنا نحن كسودانيين بل لأي انسان يدعوا للحق والعدل والسلام. وهنا دعونا نمر سريعا علي بعض النقاط التي حواها بيان توضيحي نشر علي الشبكة العنكبوتية صادر من المكتب السياسي لحركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور كمثال.
يقول مثلا ان رئيس الحركة ذكر بصورة لالبس فيها أن أسرائيل بالنسبة له مثلها مثل بقية الدول، وهذه اول مفارقة علي كل المستويات تاريخيا وقانونيا وأخلاقيا. فاسرائل ليست ككل الدول ، تاريخيا هي كيان قام علي اراضي الغير بالقوة وهذا ليس بغريب في التاريخ ولكنه قام بأدعاء انه عودة الاصحاب الأصلين لأرضهم معتبرا السكان الاصليين من مسلمي ومسيحي فلسطين دخلاء، والاكثر تهذيبا من الصهاينة يقول ان اليهود شعب بلا ارض لأرض بلا شعب. وقانونيا ليس هناك قانون عقلاني وعادل في الدنيا يسمح بأقامة دولة بطرد وتشريد المواطنيين الامنين تحت اي حجة كانت، اما أخلاقيا فحدث ولاحرج.
ويتحدث البيان عن أن الحركة تلقت سيلا من التايد لهذه الخطوة من العديد من القيادات الشعبية والتنظيمية للحركة وبالنص كما ورد من أفراد كثر لاينتمون لها. وبغض النظر فالتسائل الملح الان ما الذي ستستفيده الحركة ومؤيدوا الخطوة واهالي دارفور والسودان كله من خلق علاقة مع الكيان الصهيوني؟ فهل الاجابة تكمن فيما ورد في البيان من أن الحركة حين أعتمدت قرارها هذا استلهمت دستورها وادبياتها المرتكزة علي محاربة الحض علي الكراهية والعنصرية والتحامل وبكافة صوره تجاه الاعراق والاجناس والاديان ، فان كان كذلك فهذه مفارقة ثانية. فمحاربة الكراهية والعنصرية والتحامل لاتكون بأقامة علاقات مع العنصريين والمتحاملين والمغتصبين ، وهنا الحديث ليس علي اليهود بل عن الصهاينة والصهيونية حركة عنصرية وهذا معروف للقاصي والداني. ومع انني اتفهم بل اصل مرحلة الايمان ان ما يحدث في دارفور هو نتيجة طبيعية للتهميش والفقر والافقار، الا انني لم استطع ان افهم أن حركة تصف نفسها كما جاء بالبيان، انها حركة قومية تقود ثورة ضد التهميش والظلم، تقيم علاقة مع كيان قائم علي الظلم والعنصرية وليس التهميش فقط بل الابادة!! فهذا لايستقيم ولا يتماشي مع ابسط التقاليد الثورية، والاجدر ان نقول أن الحسابات السياسية الان تحتم ضمان الدعم الامريكي واقرب الطرق لواشنطن عبر تل ابييب فهل الامر كذلك يا سيد عبدالواحد؟.

تعليقات

‏قال غير معرف…
السلام عليكم

يتشرف برنامج صوت مدون من إذاعة إسلام اون لاين أن يدعوك لحلقة إذاعية نناقش فيها مدونتك بصراحة ووضوح

فأرجو التفضل بقبول دعوتنا وإرسال أرقام هواتفكم للتنسيق..

عبر هذا الايميل

basel.samir@iolteam.com
أو الشخصي
Basel_masscomm@yahoo.com

وقد تصفحت مدونتك واعجبتنى كثيرا فأود ان تكون ضيفة عزيزة علينا لتعبر عن الواقع السوداني وعن حال المدونين أيضا

باسل سمير

معد ومخرج البرنامج

المشاركات الشائعة