الانتخابات السودانية- الاداء الحزبي -2
في التدوينة السابقة قلنا (ولكن اللطمه الكبري لم تأتي من الحزب الحاكم بل من الاحزاب نفسها التي اصابتنا بصدمة عنيفة حين وافقت ومن البداية علي كل شئ وقبيل الانتخابات بأيام اعلنت انسحابها )...
وكل الانسحابات كانت مبرراتها تدور في فلك التزوير المرتقب للانتخابات او كما ذهب البعض الي ان التزوير كانت بدايته منذ عملية التسجيل وبالتالي فأن الانتخاب نفسه سيكون بطبيعة الحال مزور.
ولكن يبقي السؤال .. هل كان علي الاحزاب الانسحاب؟
نعم الحزب الحاكم سخر كل امكانيات الدولة لصالح مرشحيه .. وفرق الامكانيات كان مهولا علي الاقل من في السلطة ليس كمن خارجها في دول العالم الثالث .. ونعم الاحزاب لاكثر من عشرون عاما تفككت قواعدها وقياداتها وتبعثر فكرها فعلي الاقل ايضا هناك شريحة كبيرة وعريضة عمرها عشرون عاما لم تري حكما ولا حزبا ولا فكرا غير حكم وفكر وحزب الجبهة الاسلامية وهذا الاسم ذاته قد لايعرفونه .. وبالتالي يكون وضع اي حزب وضعا حرجا حين يدخل انتخابات بهذه الكيفيه حتي ولو كانت العملية من النزاهة والشفافية بمكان لاتشوبها شائبه.
وهذا الوضع في اعتقادي هو ما جعل فتحي شيلا احد اقطاب النظام يسخر علي ال BBC حين طلب منه التعليق علي شريط فيديو يظهر عمليات تزوير قائلا..(أن الاحزاب المنسحبه لم تفشل في استقطاب جماهيرها وحسب بل في المحافظه علي البقية الباقيه لعجزها حتي علي اتخاذ قرار الانسحاب فهي اليوم مشاركة وغدا غير ذلك) والرجل مصيب فأنا لا اعلم كيف ينسحب مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي لمنصب الرئيس ثم يخرج علينا الحزب في بيان مفاده ان هذا رأي شخصي وسيعيد الحزب المرشح للانتخابات .. فكيف الوثوق في حزب يتخذ مرشحيه قرارات خارج القيادة.. أوخذ مثلا حزب الامة يقول السيد الصادق كلام ومعاونيه كلام اخر لابل ينتظر الناس ايام لمعرفة هل الحزب مشارك ام لا.. اوالحركة الشعبية يقول مرشحيها في الشمال كلام ويقول قائدها في الجنوب كلام اخر...
وبعد كل هذا نعود لنسأل مرة اخري هل كان علي الاحزاب الانسحاب؟؟
ونواصل....
تعليقات