المحكمة الجنائية وانفصام الشخصية
عودتنا السيدة امريكا وتوابعها من الدول الغربية الكبري أن تبداء التدخل في الدول للسيطرة عليها بالضغط والحصار التدريجي وكلما تراجعت الدولة محط الانظار وأخذت في الاستسلام التدريجي ايضا ارتفع سقف الضغط اكثر. هذا ما حدث مع ليبيا في ازمة لوكارب، والعراق حتي غزوه، ويمارس الان علي سوريا وايران والسودان.
ولكن الجديد هو ماذهب اليه السيد اوكامبو المدعي العام للمحكمة الجنائية بأتهام البشير والمطالبة بالقبض عليه، ففي هذه الحالة بدأ الضغط من القمة مباشرة، وبالتالي فليس هناك مجال للتفاوض والابتزاز ومساحات للحركة والحصار التدريجي الذي اثبت فعالية منقطعة النظير، فالمطلوب الرئيس أولاشئ. فعلي ماذا سيتفاوضون ويراوغون ويبتزون بعد ذلك، فهل هو خطأ تكتيكي.
قد يكون كذلك فبغض النظر عن من هو الرئيس المطلوب وما هي ارائنا فيه وفي نظامه، فأن منهج اوكامبو هذا يهدد مباشرة سيادة الدول من جانب، ويزيد من شعبية المتهمين من جانب اخر، ومن جانب اخر يقسم المواطنيين إما الي معارض بدافع الكرامة والسيادة الوطنية، أومؤيد يمكن لكل من هب ودب ان يوصمه بالخيانة والعمالة اوخيار قبل اخير ان تقف متفرجا تبكي علي وطنك وهو تنهشه الانقسامات الداخلية والتدخلات الخارجية، أوخيار اخير ان تصاب بأنفصام في الشخصية.
تعليقات