مشاهدات من رحلة الحج-1
المعاناة تبدأ من سودانير وتنتهي بها
حين يؤذن المؤذن في الناس بالحج يأتون من كل فج عميق، وعلي كل ضامر، وفي هذا العصر فأن ضامرنا هو سودانير احد الاطراف الثلاثة في معادلة رحلة الحج، وهم البعثة السودانية للحج والحاج نفسه. وبما ان النوايا دائما ما تكون محل شكوك بين ماهو رسمي وما هوشعبي عندنا من شدة فقدان الاول للمصداقية في نظرالثاني فأن العلاقة في رحلة الحج منذ البداية تكون مشوبة بنوع من الترقب والحذر بين الرسمي الممثل في بعثة الحج السودانية والشعبي متمثلا في الحجيج. واول من يفتتح هذه العلاقة متسببا في اطلاق اول بوادرالتوترهو شركة الخطوط الجوية السودانية الفاقد الاكبر للمصداقية من بين الشركات السودانية قاطبة في نظر الناس. وهذه قصتنا منذ اللحظات الاولي في رحلتنا تجاه الاراضي المقدسه بغرض الحج ، اللهم تقبل منا وما اردنا بحديثنا هذا الا الاصلاح.
فقد اعلمنا اننا يجب ان نكون في صالة المغادرة الساعةالثالثة صباحا من يوم 10ديسمبر 2007 وهذا يعني اننا بعد ساعتين علي اقل تقدير يجب ان نكون علي متن الطائرة محلقين ولكن وكعادتنا دائما فلامور التي تدار بناء علي جداول زمنية اوترتيبات مسبقة عندنا كثير ما تتعثر و يصعب التحكم بها، لذلك فانه ليس من المستغرب ان نقضي ما تبقي من هذه الليلة الباردة وقوفا في صالة الحجاج بمطار الخرطوم منتظرين المجهول. حتي كان الفرج بعد ست ساعات من حضورنا، حيث اقلعت طائرتنا الايرباص المتهالكة تقريبا الساعة التاسعة من صباح اليوم التالي. والشئ الجميل الذي يسجل لشركة الخطوط السودانية والذي تم محوه فيما بعد بجرة قلم وجعل منه مجرد سلوك فردي، اعتزار بصوت احد افراد الطاقم والذي حمله لنا مكبر الصوت داخل الطائرة، بالاعتزارعن التأخير حيث علمنا فيما بعد ان نفس الطائرة حملت حجيجا الي الاراضي المقدسة ثم عادت ادراجها الي الخرطوم لتقلنا. وهنا حدثت بدايات البلبلة والتوتر واصبح بعضنا يلوم بعض فحين يتوجه الحجيج بلوم امراء الافواج متسائلين عن لماذا احضرتمونا اذا لم تكونوا متأكدين من المواعيد القي هؤلاء باللوم علي الخطوط السودانية ومن جانبها ترد هذه الاخيرة بأن كل الامورعلي احسن ما يكون والدليل اقلاع احدي رحلاتها في مواعيدها قبل حين فاسئلوا امرائكم الذين احضروكم علي وجوهكم مسرعين. وكل هذا لم يكن شئ في اذهاننا من شدة الشوق الي الوصول الي مدينة الرسول (صلعم) فقد كنا متجهين اليها اولا، ولكن يبقي تساؤل واحد هوما هي درجة التنسيق بين بعثة الحج السودانية والناقل الوطني ؟وهذا تساؤل مهم لانه يبقي معلقا ويطرح نفسه مرة اخري وبقوة في رحلة العودة.
وبالرجوع الي ناقلما الوطني هذا، والامر هنا لايتعلق برحلات الحج بقدر ما يتعلق بكون هذا الناقل الذي يحمل اسم وطننا بين اجنحته رمزا، يكون هو أحد واجهاتنا امام العلم ، وقد يكون من صفاته عدم المصداقية لآن اهم ما يميزشركات الطيران ألانضباط في المواعيد والاطقم عالية التدريب بغض النظر عن الخدمات المقدمة فهذا امر يرجع للامكانيات المادية، نقول ان أكثر ما نجح فيه هذا الناقل وعبرعنه بصدق هو الحالة المتردية جدا لواقع الحياة في السودان خاصة علي مستوي الكادر البشري قبل الوضع الاقتصادي ، انعكاسا من الوضع العام لطائراته وكأنه يقول لك هذا هو وضع البلد. وسابقا وصفنا الطائرة التي اقلتنا بالمتهالكة، فعلي متنها كان من الواضح انها مشتراه اوعلي اغلب الظن مؤجرة فكل ماهو مؤجر دائما ما يكون متهالك مضعضع الاوصال وهذا كان واضحا علي هيئتها من الداخل وحالتها الرثة بل حتي من الخارج من شدة الغبار العالق بها والزيوت والشحوم هنا وهناك، وعلي ما يبدوا مستأجرة من احدي الدول الاسيوية لان الكتابات التوضحية بها كانت بالاحرف الصينية او ماشابه. ويجب ان نأكد هنا أن الفقر ليس عيبا بحد ذاته، ولا قلة الطائرات ولا أستأجارها، ولكن العيب في كيفية الادارة الذي يتجلي في ضعف اداء الكادر البشري، هذا العنصر الذي هو قلب كل شئ، فبمثل هذا الاداء المتواضع لن يحدث اي تقدم حتي ولوامددنا ناقلنا الوطني بالعشرات من احدث الطائرات، فضعف هذا الكادر واضح في المواعيد المختلة جلي في مستويات نظافة الطائرات علي قلتها، بائن حتي في الطرق والمقاييس التي يتم بها استأجار الطائرات، فمن ابسط مبادئ السلامة لايمكن ان تقلني بطائرة لايمكنني ان اقرأ الكتابات الارشادية بها لانها كتبت بلغة لا اعرفها، وقد يقول قائل ان امام كل مسافر نشرة ارشادية تبين ماذا يفعل اذا ما حدث خطب ما، اقول هل تصدقون انني حين سحبت هذه النشرة وجتها لطراز اخرمن الطائرات، هذا ناهيك عن الطباعة المتواضعة غير الواضحة والتي حملت اسم مطابع الخطوط السودانية دون خجل. ثم كان الدليل الاكبر علي ضعف اداء كادر ناقلنا الوطني في صلة الحجاج بمطار جدة. فلن نذكر هنا صيحات الحجاج المنهكين وشكوي هذا من انه قضي يوما ينتظروما الي ذلك فهذا شئ بات للاسف طبيعيا واسهمت فيه جهات اخري، ولكن حين لاتدرب الشركات كادرها البشري خاصة ذلك الذي يتعامل مع الجمهور في كيفية التعامل معه، تكون قد وضعت سمعتها بالكامل في كف عفريت وغامرت بها. فحين سألنا احد العاملين في ميزان الامتعه متسائلين عن سبب التأخير فوجئنا رغم مظهره المهندم جيدا في ذي الشركة وشبابه المليئ بالحيوية والنشاط برده الغيرمهذب والممتعض والفاقد للياقة تماما حين قال
- هذه هي سودانير وهكذا تعمل
وكأنه يقول لنا (الما عجبو يشرب من البحر)
ولنكون اكثر عملية ونتخطي مجرد النقد نقول لناقلنا الوطني اذا ما أردت التطور اهتم اكثر بكادرك البشري، علمه دربه وأرتقي بمستواه فالمشكلة ليست في كم نملك من الطائرات وماذا نقدم من خدمات فكل هذه الاشياء لاجدوي منها دون الثروة البشرية المؤهله، وهذا مشكلة كل الشركات عندنا خاصة الحكومية ان بقي منها شئ.
ملاحظة اخيرة...
شهد الكثير من الركاب ان هناك تطور ملحوظ مقارنة بالمواسم السابقة
فقد اعلمنا اننا يجب ان نكون في صالة المغادرة الساعةالثالثة صباحا من يوم 10ديسمبر 2007 وهذا يعني اننا بعد ساعتين علي اقل تقدير يجب ان نكون علي متن الطائرة محلقين ولكن وكعادتنا دائما فلامور التي تدار بناء علي جداول زمنية اوترتيبات مسبقة عندنا كثير ما تتعثر و يصعب التحكم بها، لذلك فانه ليس من المستغرب ان نقضي ما تبقي من هذه الليلة الباردة وقوفا في صالة الحجاج بمطار الخرطوم منتظرين المجهول. حتي كان الفرج بعد ست ساعات من حضورنا، حيث اقلعت طائرتنا الايرباص المتهالكة تقريبا الساعة التاسعة من صباح اليوم التالي. والشئ الجميل الذي يسجل لشركة الخطوط السودانية والذي تم محوه فيما بعد بجرة قلم وجعل منه مجرد سلوك فردي، اعتزار بصوت احد افراد الطاقم والذي حمله لنا مكبر الصوت داخل الطائرة، بالاعتزارعن التأخير حيث علمنا فيما بعد ان نفس الطائرة حملت حجيجا الي الاراضي المقدسة ثم عادت ادراجها الي الخرطوم لتقلنا. وهنا حدثت بدايات البلبلة والتوتر واصبح بعضنا يلوم بعض فحين يتوجه الحجيج بلوم امراء الافواج متسائلين عن لماذا احضرتمونا اذا لم تكونوا متأكدين من المواعيد القي هؤلاء باللوم علي الخطوط السودانية ومن جانبها ترد هذه الاخيرة بأن كل الامورعلي احسن ما يكون والدليل اقلاع احدي رحلاتها في مواعيدها قبل حين فاسئلوا امرائكم الذين احضروكم علي وجوهكم مسرعين. وكل هذا لم يكن شئ في اذهاننا من شدة الشوق الي الوصول الي مدينة الرسول (صلعم) فقد كنا متجهين اليها اولا، ولكن يبقي تساؤل واحد هوما هي درجة التنسيق بين بعثة الحج السودانية والناقل الوطني ؟وهذا تساؤل مهم لانه يبقي معلقا ويطرح نفسه مرة اخري وبقوة في رحلة العودة.
وبالرجوع الي ناقلما الوطني هذا، والامر هنا لايتعلق برحلات الحج بقدر ما يتعلق بكون هذا الناقل الذي يحمل اسم وطننا بين اجنحته رمزا، يكون هو أحد واجهاتنا امام العلم ، وقد يكون من صفاته عدم المصداقية لآن اهم ما يميزشركات الطيران ألانضباط في المواعيد والاطقم عالية التدريب بغض النظر عن الخدمات المقدمة فهذا امر يرجع للامكانيات المادية، نقول ان أكثر ما نجح فيه هذا الناقل وعبرعنه بصدق هو الحالة المتردية جدا لواقع الحياة في السودان خاصة علي مستوي الكادر البشري قبل الوضع الاقتصادي ، انعكاسا من الوضع العام لطائراته وكأنه يقول لك هذا هو وضع البلد. وسابقا وصفنا الطائرة التي اقلتنا بالمتهالكة، فعلي متنها كان من الواضح انها مشتراه اوعلي اغلب الظن مؤجرة فكل ماهو مؤجر دائما ما يكون متهالك مضعضع الاوصال وهذا كان واضحا علي هيئتها من الداخل وحالتها الرثة بل حتي من الخارج من شدة الغبار العالق بها والزيوت والشحوم هنا وهناك، وعلي ما يبدوا مستأجرة من احدي الدول الاسيوية لان الكتابات التوضحية بها كانت بالاحرف الصينية او ماشابه. ويجب ان نأكد هنا أن الفقر ليس عيبا بحد ذاته، ولا قلة الطائرات ولا أستأجارها، ولكن العيب في كيفية الادارة الذي يتجلي في ضعف اداء الكادر البشري، هذا العنصر الذي هو قلب كل شئ، فبمثل هذا الاداء المتواضع لن يحدث اي تقدم حتي ولوامددنا ناقلنا الوطني بالعشرات من احدث الطائرات، فضعف هذا الكادر واضح في المواعيد المختلة جلي في مستويات نظافة الطائرات علي قلتها، بائن حتي في الطرق والمقاييس التي يتم بها استأجار الطائرات، فمن ابسط مبادئ السلامة لايمكن ان تقلني بطائرة لايمكنني ان اقرأ الكتابات الارشادية بها لانها كتبت بلغة لا اعرفها، وقد يقول قائل ان امام كل مسافر نشرة ارشادية تبين ماذا يفعل اذا ما حدث خطب ما، اقول هل تصدقون انني حين سحبت هذه النشرة وجتها لطراز اخرمن الطائرات، هذا ناهيك عن الطباعة المتواضعة غير الواضحة والتي حملت اسم مطابع الخطوط السودانية دون خجل. ثم كان الدليل الاكبر علي ضعف اداء كادر ناقلنا الوطني في صلة الحجاج بمطار جدة. فلن نذكر هنا صيحات الحجاج المنهكين وشكوي هذا من انه قضي يوما ينتظروما الي ذلك فهذا شئ بات للاسف طبيعيا واسهمت فيه جهات اخري، ولكن حين لاتدرب الشركات كادرها البشري خاصة ذلك الذي يتعامل مع الجمهور في كيفية التعامل معه، تكون قد وضعت سمعتها بالكامل في كف عفريت وغامرت بها. فحين سألنا احد العاملين في ميزان الامتعه متسائلين عن سبب التأخير فوجئنا رغم مظهره المهندم جيدا في ذي الشركة وشبابه المليئ بالحيوية والنشاط برده الغيرمهذب والممتعض والفاقد للياقة تماما حين قال
- هذه هي سودانير وهكذا تعمل
وكأنه يقول لنا (الما عجبو يشرب من البحر)
ولنكون اكثر عملية ونتخطي مجرد النقد نقول لناقلنا الوطني اذا ما أردت التطور اهتم اكثر بكادرك البشري، علمه دربه وأرتقي بمستواه فالمشكلة ليست في كم نملك من الطائرات وماذا نقدم من خدمات فكل هذه الاشياء لاجدوي منها دون الثروة البشرية المؤهله، وهذا مشكلة كل الشركات عندنا خاصة الحكومية ان بقي منها شئ.
ملاحظة اخيرة...
شهد الكثير من الركاب ان هناك تطور ملحوظ مقارنة بالمواسم السابقة
تعليقات