الدين والديمقراطية علي اضواء د.حسن مكي
في مقالين متتاليين علي صفحات الحياة السياسة، تناولنا بشكل عام ومجرد تناول كل من اليمين واليسار لموضوعات في غاية الاهمية في هذا الظرف التاريخي للامة، مثل الديمقراطية والتعامل مع الدين، في محاولة مبسطة لاستقراء النتائج التي تولدت من جراء هذا التناول طيلة عمر هذه التنظيمات السياسية لتكون النتيجة المنطقية هي الوضع الحالي سواء أكان سياسا أو أقتصاديا أو أجتماعيا.
ومن الحقائق التي خرجنا بها هي ان التنظيمات السياسية يمينها ويساره سواء في السودان أوالوطن العربي لم تستطع ان تجعل من الديمقراطية هدفا قوميا مشتركا تسعي اليه، أوجزء أصيلا من فكرها، بل كانت تتعامل مع قضايا الديمقراطية كأداة أنيه لخدمة تحالفات مؤقتة أما فيما بينها ضد اخرين أوضد نظام بعينه ينتهي التحالف بمجرد أن يسقط النظام أوتستجد علي الساحة مستجدات.
وكذلك يمكن ان نقول في التعامل مع الدين، فالعقيدة الغير معلنه كما ذكرنا في احد تلك المقالات هي ان كل طرف يعتقد في أنه مالك للحقيقة المطلقة. فاليمين تعامل مع الدين وكـأنه ممثله الاوحد والداعي اليه وحاميه، وتحت هذا الوضع المضلل اصبحت حتي أجتهاداته في السياسة والاقتصاد ثوابت دينية بحته فأما أن تقبلها وأما أن تكون خارج علي الدين. واليسار انطلق من وهم امتلاك الحقيقة العقلية المطلقة، فما يراه في الدين منافيا للعقل يطرحة جانبا، وما يعتقد انه ثورية فيه يؤيدة فتضيع الخطوط الفاصلة بين ماهو عبادة وماهوأخلاق.
وأذا ما قلناه في المقالين السابقين وماذكرناه سابقا هكذا علي الاطلاق، فأن د.حسن مكي قاله بوضوح وأمانة تاريخية كبيرة علي صفحات كتابة قصتي مع الحركة الاسلامية بأختيارة للكلمات والمسطلحات السائدة في كل فترة تاريخية يكتب عنها وهي تحديدا ما نتحدث عنه لنصل لنتيجة ان الراهن ما هو الا صنع الماضي علي الاقل في معظمه.
وأذا رجعنا الي تعامل اليمين واليسار مع الديمقراطية علي ضوء ما تحدث عنه د.حسن مكي ومع انه لم يبين موقفه منها صراحة، أقول ان الديمقراطية لم تكن يوما قدس اقداس لايمكن المساس به أو فكرا اصيلا في تنظيماتنا السياسية بل مجرد مطية، ومن جيل الي جيل تورث هذه الفكرة فها هو د.حسن مكي يحكي شبابه حين عشية انقلاب مايو فيقول (الاانه يبدو انني كشاب كنت منتشيا فها هو علي الاقل التحدي او الفتنة او النظام الذي سيضربنا بيد من حديد ...) ومن حقه كشاب أن يعيش هذا العنفوان ولكن الاصح أن يربوا فينا كشباب ان الديمقراطية قد اطيح بها فمن باب أولي ان نحزن وليس العكس. والغريب انني كنت في نفس مرحلة د.حسن مكي حين قامت ثورة الانقاذ وأذكر جيدا أن شابا ذلك الحين من اليسار قال لي منتشيا ايضا لكم انتظرنا هذا اليوم يوم ان نبدأ العمل تحت الارض. اترا كيف تورث الاشياء.
كذلك التحالفات لم تكن واضحة ولاامينة بل القدر الكافي بين التيارات السياسية كانت مصلحة الحزب دوما فوق مصلحة الوطن، والعجز علي الاتفاق هذا هو ماخلق احزاب ضعيفة فاقدة للمصداقية والقدرة علي العطاء بل فاقدة في كثير من الاحيان للحس القومي والوطني لهذا حين تحكم يكون حكمها وبالا علي الكل، ولا أجد اصدق لتحالفاتهم من وصف د.حسن مكي لحادثة وقعت في سجن كوبر أبان عهد مايو حيث هجمت مجموعته كما يسميهم علي مجموعة شيوعية كانت تحتفل بمرور الف يوم علي اعتقالهم لا لشئ الا لكونهم استفزوا احد رفاقه، وقد يقول قائل ان لم يكن هناك تحالف معلن بين التنظيمات ولكن اليس من المنطق ان يتحد الناس حين يشملهم خطر واحد اوهدف واحد؟.
وكذلك القول في تعامل اليمين واليسار مع الدين وهذا مايعكسه د.حسن مكي حين يقول (لم تكن الحياة كلها صراع فمثلا كان يسكن معي في الغرفة شيوعيان هداهما اللة....) والسؤال هداهما الي ماذا الي الاسلام ام الي حركة الاسلام السياسي؟ فمن ذاك الذي يعطي نفسه حق تصنيف الناس مهدين اوضالين اذا لم يكن في قرارة نفسه شعور بأمتلاك الحقيقة؟ ثم اليس هذا خلط بين المعتقد السياسي والديني للشخص؟
ونفس السلوك يسلكه أهل اليسار حين يصفون اليمين بالاتجار بالدين هكذا علي الاطلاق خالطين بين ما هو سياسة وما هودين والمتضرر الوحيد هوالدين حين نخلق بهذا الخلط الغير دقيق بين الامور فاما نتطرف دينيا ونرفض الاخرين او نبتعد عن الدين بحجة الرجعية وخوفا من أن نوصف بتجار الدين.
ونواصل مع د.حسن مكي.
أيمن حاج
تعليقات