تقليغة التوريث



يقول المثل الشعبي أبن الوز عوام..

وهذا الشبل من ذاك الاسد..

هكذا تم اختصار لا امكانية أن يرث الابن الاب وأن يسير علي خطاه فقط بل يتجاوزة ويتفوق عليه، والامر شائع الحدوث وطبيعي من حيث المنطق، ولكن الغير طبيعي ان تنتشر هذه الظاهرة لتغطي كل مناحي الحياة حتي تلك التي لاتحتمل التعامل مع التوريث وكأن ما يتم توريثه ملك شخصي ينقل من المورث الي الوارث.

وهذا ما جعل الاصوات تتعالي ضد عمليات توريث السلطة التي تمت فعلا في الدول العربية أوتلك التي يتم طبخها في الخفاء، بعد تصاعد ظاهرة وصول انجال الزعماء الي مناصب مرموقة وذات نفوذ في دولهم ، هذا بالطبع اذا استبعدنا الانظمة الملكية التي هي بالاساس تتعامل مع الامر كله كملك خاص للاسرة المالكه.

وهذا في رأي المعارضين لايعني ان لا ينخرط الابناء في السياسة فهم مواطنون لهم هذا الحق ولكن يجري الاعتراض علي اساس ما يمنح لهم من تفضيلات وتسهيلات ترتقي بهم السلم في طرفة عين بالاضافة لابواب الفساد وشبهاته التي يمكن ان تحوم حول الامر برمته، كما قد يحد ذلك من فعالية الديمقراطية.
وكل ما سبق مفهوم ولكن الغير مفهوم هو ان يتم اقحام ابناء الفنانين خاصة الممثلين خضم الفن علي طريقة التوريث السياسي، حيث يتم حشر هؤلاء حشرا في الاعمال الفنية بغض النظر عن أمكانياتهم ومواهبهم فقط لان ابوه فلان ، الشئ الذي يصيبك بالضجر من ممثلين غير موهوبين ينالون ادوار البطولة في اعمال ممله اوقد تكون عكس ذلك ولكنها تبدو كذلك بسبب سماجة من يقدمها.

ان خطر التوريث الاعتباطي هذا وعلي اي مستوي سياسي كان ام فني اوخلافه لايتوقف عند حد سلب حقوق اخرين ومنحها لمن لايستحق، بل في ان استمرار هذا الامر سيصيبنا بأفة التعود، التعود الذي وبمرور الوقت ندمن هذا الزعيم اوهذا الفنان والذي يتواصل اثره بظهور نجله وبالتالي يكون عسيرا علينا ان نكتشف الغث من السمين بل نفقد حتي القدرة علي تخيل الحياة بدون هذه الصورة الثابتة امام اعيننا لعقود، وهذا ببساطة يعني فقد الشجاعة علي التغيير والتطوير.

تعليقات

المشاركات الشائعة