الرسالة الثانية


كما حدثتكَ من قبل .. كان هويكيرو يبعث برسائلهِ الي صديق تشيكوسلفاكي عبر اشخاص من بغداد الي تشيكوسلفاكيا .. وهذا الأخير بدورهِ بعث برسائل هويكيرو بعد اختفائه في دوامة بغداد الي صحيفة تشيلية مرفق معها تعليقاته علي كل الرسال بأسبانية ركيكة .. تعمد مؤلف الرواية علي كتابة التعليقات بتلك الركاكة الشئ الذي كان مرهقاً جداً بالنسبة لي وممتعاً ايضا في نفس الوقت .. لأنني كنت حينها كمن يحاول فك طلاسم ..

تكتيك جميل من المؤلف .. اليس كذلك؟

وفي إحدي رسائل هويكيرو .. وصف لصديقه يوم ذهب الي مكتب البريد في بغداد لأستلام رسالة بأسمه ..

كم كان هذا الوصف ممتاذاً .. لأنه ببساطه ذكرني بالبريد بهيئته القديمة .. حيث كنتُ يوماً اذهب الي مكاتب البريد لألقي في جوف احد صناديقهِ رسالة أو اذهب ممنياً النفس بأستلام اخري .. فالبريد يوماً كان قبلةً يولي الناس وجوههم شطرها .. لأرسال رسالة أو استلام أُخري .. أو حتي مكالمة بعيد غائب .. حتي انني تحت تأثير هويكيرو تذكرت يوم ذهبت الي مكتب البريد لأفتح حساب توفير فيه.. ليس هذا وحسب حتي كلمات أبي وهو يصف احد معارفه بأنه رجل مهم دبت فيها الحياة من حيث لا أدري .. أتعرف لماذا كان رجل مهم؟

لأنه كان وكيل بستة ..

اما الأن فأني أكتب اليك رسائلي هذه وأبعث بها عبر مكتب البريد الجديد .. المكتب المسمي انترنت .. صندوقه بريدك الألكتروني أو مدونتك أوحتي ذلك الموقع الأختبوطي المسمي الفيس بوك .. أوكما يحلو لأحد الأصدقاء ترجمته حرفياً بوجه الكتاب.. اما وكيل البستة فلم يعد سوي حسابك الخاص..

يا للبرود....

ايمن 26/01/2013

تعليقات

المشاركات الشائعة