التسول من المخٓلص اوباما



أكاد اتميز غيظا كلما تذكرت البهجة التي سادت مجتمعاتنا و صاحبت الانتخابات الامريكية الاخيرة و التي قادت اوباما الي السلطة وأزداد استغرابا كلما وجدت من يستمر بالتبشير لعصر امريكي جديد بقيادة المخلص اوباما. فحينها هللنا ورقصنا طربا ولازلنا حين فاز اوباما بسباق الرئاسة الامريكية، وكأن ابواب السماء قد فتحت لنا، ولما لا؟ فقد هزم المخلص اوباما معسكر المحافظين الجدد الذين قتلونا وأنتهكوا حرماتنا في العراق وافغانستان وشددوا علينا الخناق من مدخل دارفور، وشقوا الصف الفلسطيني واطلقوا كلبهم المسعور اسرائل علي جنوب لبنان، وأنفضد اساريرنا بمجيئ المخلص اوباما، ولما لا ؟ فهو منا اليس اسود؟ اليس من اب افريقي مثلنا؟ لابل حتي انه بصورة اوبأخري له علاقة بالاسلام – باراك حسين اوباما – هذا الدين المتهم بالارهاب زورا وبهتانا؟ انه الدليل الذي اثبت ان امريكا قد تغيرت وأنتقلبت علي ماضيها العنصري والستعماري مرة واحده اذن وبكل المقايس انه المخلص ولاريب.

وفي خضم كل هذا نسينا اوتناسينا مجموعة من الحقائق، حقيقة اننا نحن الذين هزمنا اليمين المتتطرف الامريكي وليس اوباما، لقد اذلته المقاومة العراقية في بغداد والبصرة و الفلوجة والرمادي والضالع ومدينة الصدر وأصابته المقاومة اللبنانية في كبريائه وتكبره حين ضربته ليس في البر والبحر بل في عمق الكيان الصهيوني، وحين واصلت المقاومة الافغانية حربها غير عابئة بجرائم تورابورا وقندهار وقندز، كل هذه الانتصارات واستمرار ارسال النعوش الي امريكا والمليارات التي صرفت من جيب دافع الضرائب الامريكي والترنح الاقتصادي الذي قارب درجة الانهيار الكامل كل هذا قاد لعدم امكانية انتخاب اليمين المتطرف مرة اخري.
وهذا بدوره اخفي حقيقة الحقائق عنا الحقيقة التي ظللنا ولعقود لا نصدق عكسها وحسب بل نتبناها ونروج لها، ألا وهي حقيقة اللوبي الصهيوني وقواه الاسطورية وقدرته الانهائة في اختيار من يحكم امريكا، فبناء علي هذه الاكذوبه كان من المفترض ان يفوز ماكين ممثل اليمين الامريكي المتطرف لا أوباما.
لقد تغلغلت ثقافة الحزيمة فينا حتي النخاع، فبتنا غير قادرين علي التمييز، فأوبماما نجح لاننا هزمنا السياسة الخارجية الامركية لليمين الامريكي، وكبدناه خسائر اقتصادية فادحة وكشفنا حقيقته حتي انه فكر في اسكات اي صوت حتي ولوكان قصف قناة تلفزيونية مثل الجزيرة، فاز أوباما لان امريكا باتت محاصرة بالكره والبغض في كل انحاء العالم، وأوباما ما كان ليفوز لولا انه خاطب حاجيات المواطن الامريكي الذي مل الحروب، ولكن وحتي لانغرق اكثر في الاحلام نجب ان نعرف ان امريكا كقوة عظمي استعمارية تتحرك بناء علي مصلحتها التي تري انها تكفل لها استمرار تفوقها وسيطرتها وليس من اجل عيوننا اوحتي عيون اسرائيل نفسها وبالتالي لا اوباما ولا غيره يستطيع الخروج عن تلك المعادلة وبالتالي يكون السوؤال كيف نروض هذا المارد ليخدم مصالحنا بد ان نتسول منه الرضي.

تعليقات

المشاركات الشائعة