اذكروا محاسن موتاكم


منذ بضعة ايام توفي الرئيس السوداني جعفر نميري والذي حكم السودان 16 سنه إثر انقلاب عسكري، وتم اسقاط نظامه بثورة شعبية هي ثورة ابريل المجيدة التي دفعت كبار قادة الجيش لانهاء حكمه وتسليم السلطه بعد فترة انتقالية للمدنيين.

الشئ الذي تعجبت له يوم دفنه كيف ان احدي الاذاعات كانت تتحدث عن حنكة نميري السياسية وعقليته الاقتصادية الفذه وتفتنيه ووطنيته، وهذا كله في اعتقادي تزوير واضح للتاريخ، فبعهده تم القضاء علي حكم مدني ديمقراطي، وانهار الاقتصاد واصابت البلاد المجاعة وتم تهريب يهود الفلاشي الي اسرائيل، ودخلت حرب الجنوب منعطفا اخر، ولاول مرة ظهرت الجماعات الاسلامية كقوة اقتصادية لها بنوكها وشركاتها ورؤس اموال توظف في السياسة، بل في عهده استطاعت هذه الجماعات بناء قاعدة اقتصادية استخدمتها بنجاح في العهد الديمقراطي بعد نميري والي الان، بل ان الشريعة الاسلامية طبقت في عهده بشكل مشوه وانتهازي فيما عرف بقوانين سبتمبر، الشئ الوحيد الذي يمكن ان يحسب له هو اتفاقية اديس اببا للسلام بينه وبين الجنوب والتي انقلب عليها هو نفسه فيما بعد.

وما اقوله ليس في شخص نميري بل في نظامه فالسياسة لاتتحدث عن اشخاص بل عن نظم واليات وافكار، والرجل الان في ذمه الله نسأل له الرحمه والغفران بعدد من يستظل بشجر النيم الذي زرعه في جبل عرفات.


ملاحظة اخيره مات الرجل وليس له حتي بيت فماذا سيترك الاخرين....

تعليقات

المشاركات الشائعة