في ذكري حرب اكتوبر



حوارية سبتمبر رمضان واكتوبر

- تشعرون بالدونية والنقص؟
وتدركون بأنكم اجهل من يمشي علي الارض؟ وافقر خلق اللة جميعا؟ وتعرفون بأن العالم بأسره يتخذ من نوادرنا مثلا للسخرية والضحك؟ فلم تحتملوا بشاعة واقعكم وحقيقة عجزكم فرحتم تعيشون الحاضر محتمين بالماضي ، حتي اصبحتم للمصاب بالانفصام اقرب.
وحين يحل شهر سبتمبر تختلط مشاعركم ما بين الثورة والغضب، والاستسلام حينا واللامبالة احيانا، ففي اليوم الحادي عشر منه ضرب الشيطان في نيويورك ففرحتم وهللتم، واعتقدتم ان الشيطان اضعف مما نتصورولما لا فبضع طائرات وتفجيرهنا واخر هناك كفيل بالقضاء علية، ثم اصابكم الاحباط حين همس البعض في الخفاء بأن الشيطان كان يعرف بل هومن قام بذلك بأيديكم فاربعة الف قتيل لايهم مقابل النفط والنفوذ، وليريكم التاريخ ان بغداد أسقطها المغول بأيديكم وللمرة الثانية اسقطها الامريكان وايضا بأيديكم.
وانتم تحبون الماضي لانه اخر ما تبقي لكم، ولهذا نعشق اكتوبر وننتظرة بفارغ الصبر لعل وعسي ينسينا مذلة سبتمبر، ففيه نرجع القهقري ليحتفل بعضنا بثورة اكتوبر البلشفية، وهم في الحقيقة يبكون علي الثورة التي خلقت الحليف الذي زال وتركنا نحارب وظهورنا الي الحائط. اوليحتفل بضع طاعنيين في السن بثورة اكتوبراول ثورة سودانية من اجل الديمقراطية ولكن دون مظاهر احتفالية وكأنهم اهل الكهف فالجيل الجديد يعرف هواتف نوكيا اكثر منها، جيل مهجه الدراسي مأكلنا وملبسنا لايعرف عن التاريخ شيئا.
ونحب اكتوبر لانه كالافيون يجدد لنا سنويا نشوة الانتصار علي اسرائيل وفرحة العبور فوق خط بارليف، الفرحة التي لم تدم طويلا ولم يتبقي منها سوي بضع افلام بليده لحرب مجيده.
عظيم انت حقا يا رمضان جمعت بين جناحيك النقيضين سبتمبر واكتوبر، بل كل المتناقضات الهزيمة والدونية والنقص والنصر والاباء والعزة، ولما لا ففيه انزل القران والقرأن فرقان، فأختاروا وفرقوا ايهما نريد لمستقبلنا، اسبتمبريا نريده ام اكتوبري؟

تعليقات

المشاركات الشائعة