اوكامبو مهماز الخارج الذي يحرك الداخل




مدخل لغوي
الهمز هو الغمز والضغط والدفع والضرب والمهماز حديدة في موخر خف الرائض أو عصا في راسها حديدة يهمز بها.
مدخل ضروري
ليس المراد من العنوان ما ترتب علي ازمة أوكامبو تحديدا من مستجدات، بل هو مجرد مثل لفعل مهماز المؤثرات الخارجية علي السياسة السودانية الداخلية.
فمن مؤشرات التخلف الفكري اوبصورة اقل حدة مايميز الفكر المتكاسل عن مواكبة جدلية تطور الاحداث، هوالانقياد الدائم نحو تبني مواقف وسياسات بالاساس مبنية علي رد الفعل كأستجابة تلقائية للمؤثرات الخارجية، وليس الفعل الاستباقي الذي يحاول تصور مجري الاحداث بصورة مسبقة ليتخذ مواقف تطيع الخارج بناء علي رغباته واهدافه هو، وليس العكس اي دفع الداخل لتبني مواقف لولا الخارج لما اتخذت سبيلا وبالتالي الوقوع في مأزق عالية التكلفة. والفعل الاستباقي امر مشروط بوجود مسبق لهدف أوخطة ما، اي انهما امران متلازمان فأنت لاتستطيع استباق شئ وانت لاتملك خطة ناهيك عن خلق موقف لانك ببساطة لاتعرف ماذا تريد. هذا بالضبط ما حدث ويحدث تاريخيا في سلوك النخبة السياسية السودانية ونقصد هنا غياب التصور الواضح والجلي للحاضر، والعمل بناء علي خطة بينة المعالم والاهداف للمستقبل، حيث ان اخر الامثلة ازمة اوكامبو الاخيرة.
وحتي نجعل الامر اسهل علي الفهم، ولنترك للقارئ حرية البحث والتقصي لماذهبنا، ماعلينا إلا النظر للاقتصاد، فلكي نتحرك من أجل تطويره علينا الانتظار حتي ينهار تماما لنتحدث بعد ذلك عن تنويع مصادر الدخل والنهوض بالصناعة والزراعة وتشجيع الاستثمار واصلاح الجهاز الاداري. وليتم منع وتصفية بؤرالفساد علينا الانتظار حتي تفوح رائحته ويصل الاعتداء علي المال العالم المليارات والذي تحول لحق مشروع لكل من استطاع النهب.ولنعيد بناء الدولة علينا الانتظار حتي تنشب الحرب في كل رقعة ويتدخل خارجيا كل من هب ودب في شؤون البلاد والعباد. ولكي نضبط الامور ونلتزم بابسط القوانيين الرقابية والتنظيمية علينا الانتظار حتي تتساقط كل الطائرات وتتصادم كل السيارات والقطارات لنتحدث بعد ذلك عن الحل وهكذا دواليك في كل شأن من شؤوننا.
وسواء أتفقنا مع الرئيس البشيراواختلفنا لا اعتقد ان هناك احد ما، لم يشعر بالمرارة حين يتهم رمز الدولة ويطلب مثوله كمجرم حرب واما محكمة أجنبية. ليس لان في الامراهانة لرأس الدولة وللنظام بأكملة وحسب، بل لان بين طياته أهانه لشعب السودان كله. فهو بسهولة يعني انه شعب لايستطيع تقرير مصيره ويحتاج لوصاية الاخرين وحمايتهم حتي يبلغ النضج.وقد يكون هذا صحيحا في نظر الكثير منا خاصة الذين في طرف المعارضة، ولكن وفي النهاية لايستطيع شعب ما قبول ذلك بسهوله.
وبالعودة الي موضوعنا الاساسي ومثلنا المضروب أي ازمة اوكامبو، وعن كيفية تعاملنا مع الامور بردة الفعل وما ينتج عن ذلك من تفاقم الاوضاع بدلا من حلها، سنجد ان كل ما حدث مجرد ردة فعل تفور كفقاقيع الهواء في الماء ثم تختفي ولايتغير شئ.


فالحكومة السودانية كسبت من وراء هذه الازمة التعاطف الداخلي والخارجي، ونجحت حتي الان في عدم انتقال الامر الي مجلس الامن بغض النظر اكان ذلك بالالغاء او التأجيل، ولكن اذا ما نظرنا للتدابير المتخذه لمواجهة هذه الازمة سنراها بالاساس ردود افعال فلماذا علينا الانتظار حتي ياتي المدعواوكامبو لنتحدث عن مبادرة اهل السودان ليس لحل مشاكل دارفور بل السودان اجمع، ثم وبعد اوكامبو ذو الفضائح الجنسية يعين مدعي عام للتحقيق في جرائم الحرب في دارفور لمحاكم انشئت ان لم تخني الذاكرة عام 2004 لتنسي ثم يعيد احيائها السيد اوكامبو، ليس هذا وحسب بل ان احد كتاب المقالات حمد اللة علي ازمة اوكامبو لانها وفقت مؤسسة الرئاسة لتكوين مجلس قومي للتخطيط الاستراتيجي لماذا؟ لانه يري في الازمة باعثا جعل الحكومة تتحرك حثيثا لحل كثير من القضايا الساخنة والمعلقة ، بأختصار انه حديث اللاشعور الذي لايحمل غير معني واحد مهما حاولنا اخفائه الاوهو اننا بحاجة دائما لمهماز الخارج لنتحرك في الداخل...
ولنا عوده....

تعليقات

‏قال غير معرف…
سيناريو الاعتقال يعد جزءا من مخطط تقسيم السودان أعد منذ تسعينات القرن الماضي. كانت تقارير نشرت قبل أربع سنوات في صحيفة "الخليج" الإماراتية أظهرت وجود مخطط أمريكي لتقسيم السودان
أكبر قطر عربي وإفريقي مساحة وتنوعاً، جغرافياً وعرقياً إلى أربع دويلات، دارفور (غرب) والجنوب والبجا (شرق) أما الدويلة الرابعة فستكون عربية في الشمال الأقل ثروة وموارد. ويهدف هذا المخطط لخدمةإسرائيل أولاً وأخيراً، وحرمان العرب من أن يكون السودان الغني بأراضيه الخصبة وموارد المياه سلة الغذاء العربية، ومحاصرة واستهداف قلب العروبة مصر، بالتحكم في مصدر حياتها، أي مياه النيل،ودفعها لأن تضطر إلى شراء مياه النيل بعد اجتراح قوانين جديدة بتقنين حصص الدول المتشاطئة القديمة والدويلات الجديدة. وبدأت عجلةالتقنين باجتماعات ومناقشات جرى بعضها في سويسرا بدعاوى ومزاعم لم تخف فيها أغراض الغرب، ولا المقترحات التي وضعها إسرائيليون.

يجب اتحاد بين مصر والسودان قبل فوات الأوان.

ارجو من كل من يقراء هذا ان يزور ( مقال ثقافة الهزيمة..موسم الهجرة الى الجنوب ) فى هذا الرابط:

http://www.ouregypt.us/culture/main.html
‏قال Anastácio Soberbo
مرحبا ، انا احب بلوق.
فقط أكتب ما يمكن ان يترجم.
أ الحضنه من البرتغال

Hellow, I like this blog.
Sorry not write more, but my English is not good.
A hug from Portugal

المشاركات الشائعة