الفرد ام الجماعة – 2



لا اعتقد انه من الصواب تجاوز المفاهيم والتعاليم الدينية حين نتحدث عن مركب الفرد – الجماعة، ليس لان الدين يخدم احد الطرفين أوكليهما معا اويقدم حلا بهذا الخصوص، بقدر ما ان عدم إمكانية التجاوز هذه تنطلق بالاساس من حقيقة الوعي الداخلي المسبق بالوجود الاسمي والمطلق والذي تشكل التعاليم الدينية قناة الاتصال بيننا وبينه ، هذا من جهه ومن جانب اخر القاعدة الاخلاقية المشتركة و الصلبة التي يوفرها الدين علي السواء للفرد او الجماعة، لهذا فأنه من الصعب بل من الخطأ تجاوز الدين في حديثنا هذا رغم المخاوف من الانزلاقات الخطره التي قد تخلط ما هو ديني بما هو سياسي واقتصادي واجتماعي منتجة مزيجا تعقيديا لايسهل الامور.
وبالعودة لمركب فرد – جماعة فأننا سنجد ان الدين يتعامل مع هذا المركب كوحدة واحده، فالاسلام مثلا يحصر الغاية من الوجود كله في عبادة اللة، وهذه العبادة هي عملية فردية بحته اي بين العبد وربه، وعليه كان الحساب عملية فردية كذلك وبالتالي فالفرد هو المحور الاساسي في الموضوع.
ورغم هذا فأنه اي الدين لم يغفل الجماعة لالشئ إلا لان الفرد لايمكن ان يمارس هذه العبادة وبالتالي يتم حسابه إلا من خلال الجماعة. لهذا كانت التشريعات الدينية قوانين تنظم الجماعة وترتبها بشكل او بأخر لتسخر لخدمة الفرد الذي هونفسه في مقابل ذلك يسخر لخدمتها فلولا دفع اللة الناس بعضها ببعض لأنهار مركب فرد – جماعة برمته.
اذن خلاصة ذلك هو التعامل مع مركب فرد – جماعة ككتلة واحده، وببساطة اصلاح الفرد والتوفيق بين مصالحة ومصالح الجماعة، واصلاح الجماعة ومنعها من التغول علي الفرد.
ولكن هذا ايضا يقودنا الي تساؤل اخر كيف يتم ذلك؟

تعليقات

‏قال tarek momen
انا مش فاهم حاجة لم لاتشرح موضوعك بطريقة سهلة
‏قال عـزام فرح
إذا تعاملت الحكومات بِهذا الفهم الراقي [ لأحقِية ] الفرد في الوطن ستسلم الجماعة التي هي في آخِر المطاف مجموعة [ أفراد ] مُميزين بِحقوقِهِم ...
الاستاذ طارق شكرا علي المرور الكريم وقلي ما الذي لم تفهمه يبدو لي انك لم تطالع الجزء الاول من نفس الموضوع، علي كل هي محاورة بيني وبين نفسي ومن يزورني لمعضله الفرد - الجماعة كمحاولة لاصلاح حال الامة.
الاخ عزام منور المدونة واللة وشكرا علي مساهمتك الكريمة.
اتفق معك فيما ذهبت اليه فالحكومات لاتلتفت لا الي الفرد ولا الي الجماعة فقط لنفسهل

المشاركات الشائعة