كيف أنظر لتيارات الاسلام السياسي - مقاربة ثانية


في المقاربة الاولي سلمت بحق التنظيمات الاسلاموية في العمل السياسي العلني والحر كأي تنظيم سياسي اخر منطلقا من ان الديمقراطية والحرية لايمكن تجزئتها.

وبما انها مجموعة تيارات تختلف فيما بينها من حيث التطبيق وتتفق في جوهر الفكر فأني اقصد بحق الممارسة السياسية الحرة، التنظيمات التي تؤمن وتكفل نفس الحق للآخرين.

وذكرت ايضا ان مشكلة هذه التيارات او التنظيمات هو فكرها الذي تنبني عليه ممارساتها السياسية ونظرتها للآمور وحلولها المقترحه، فحين تقول انا اسلامي أو انا اتبني فكرا ينطلق من الاسلام ثم يكون هناك مسلمون يخالفونك الرأي يكون السؤال من هو الذي علي المحك الاسلام أم السياسة، فالاول طالما اننا مسلمون يوحدنا اذن من أين جاء الاختلاف؟

وفي هذه الحالة من يمثل الاسلام ؟ وأن ادعي الفريقين تمثيلهم للآسلام من اعطاهم هذا الحق؟ فهذا الوضع يقسم الناس الي فريقين مسلمين مع الاسلام وأخرين ضده، والمفارقة ان كل فريق يري الاخر ضد الاسلام والمفارقة الاكبر ان تيارات الاسلام السياسي نفسها تختلف فيما بينها وتدعي سلامة موقفها

والجدير بالذكر هنا أن التنظيمات الاسلاموية تعبر عن شرائح واسعة من جماهير المسلمين لا يمكن تجاهلها الا انها وفي نفس الوقت لا تعبر عن كل المسلمين والذين من حقهم المخالفة دون ان يشكك ذلك في اسلاميتهم

أما اذا ما وضعنا الامور في نصابها الصحيح يكون الامر مجرد خلاف سياسي مثل اي خلاف سياسي أخر.

أذن فهناك فرق كبير بين السياسة والدين، ويكون فكر التيارات الاسلاموية بما هو عليه الان فكرا عاجز عن تخطي ازمة الفكر السياسي عندنا طالما انه لايفرق بين الدين والسياسة بل يعقد الامور أكثر، ويكفي انه فكر يعجز من يتبناه من الاحزاب السياسية عن مخاطبة وضم غير المسلمين من المواطنين بل ليس كل المسلمين


تعليقات

المشاركات الشائعة