مطربين عرب في الخرطوم يا للروعة



لا أكثر من اسبوع ولازال الحديث دائرعن مجموعة المطربين العرب الذين شدوا ذات مساء خرطومي حار من اجل دارفور، حديث تناقلته الصحف والصالونات كان اخرها بيني وبين مجموعة من الاصدقاء. وما الغريب في ذلك؟ فبعض منا شجب وانتقد وأدان، والبعض بارك وايد، والبعض الثالث ذهب وشاهد وليس في ذهنه لا دارفور ولا السودان بأكمله. وهذاايضا ما الغريب فيه؟!

فالذين يدينون ويشجبون بعضهم استحلي النقد من اجل النقد، وبعضهم لايري دورا له غير ذلك وقد تكون هذه هي وظيفته التي يقتات منها، والبعض الاخر لايجد ما يلفت اليه الانتباه غير المخالفة، وبما انه ليس كل نقد هدام فحتي الذين انتقدوا سعيا وراء الافضل، كان الاحري بالجميع ان يطعنوا الفيل في (كرشه) بدل المناكفات مع الظل. فما الذي اوصلنا الي هذا الوضع ومن ورائنا دارفور التي تحولت لمأساه بشرية وقضية يسترزق منها كل من هب ودب، وجسد يلقي به علي كل الموائد تعبث فيه الايادي الاثنه، وثغر تدخل لنا من خلاله الشريرة امريكا واذنابها وطراطيرها وطباليها وصغارها المقرفة.فأن كان الامر أمر دعم وتبرع، فلماذا لم تدعموا وتتبرعوا يا من تنتقدون، وان كان الامر امر غناء فدعونا نغني لعل الغناء يصم اذانكم عن نواح دارفور لتواصلوا طعنكم للظل. ام تخجلون من ان يقولواغنينا لهم لننقذ اهلهم الذين عجزوا عن انقاذهم.
وما الغريب في ذلك؟! فنحن منذ زمن بعيد انطبق علينا قول عادل امام الشهير (متعودا دائما) ففي الثمانينات من القرن الماضي غني فطاحلة الطرب الغربي من اجل المجاعة أم نسيتوا نداء السودان ايها الظرفاء.

ثم وما الغريب في ذلك؟! اذا ما ذهب البعض وشاهد وهلل وتراقص خالي الذهن والبال لا يعرف دارفور ولا دار مساليت ولا دار حامد، ثم لماذا نفترض ان كل من ذهب هذا هو فهمه عن دارفور، وان يكن ذلك وأن فرضنا كما قال المعارضون والمنتقدون، انلومهم كون انهم تربوا وترعرعوا علي الهامشية والانصرافية وتقليد احط ما يعرض علي الفضائيات، ايكون ذنبهم انهم ولدوا ليجدوا انفسهم في ابراج عاجية لا يعلمون شئ عن الفول والبوش وفي احسن الاحوال مختلطا بماء الجبن، حتي باتوا ذوات فارغة من كل مضمون وهدف. ثم من اين يتعلمون التماهي مع المشاكل القومية لينهضوا بهذا البلد المنكوب، وهم بين الممنوع سياسيا والتشدد دينيا والمسكوت عنه اجتماعيا. لربما عرفهم المطربون العرب الزائرين بدارفور والسودان اجمع بينما عجزنا نحن. من يدري؟؟

ان كل ما قيل ويقال عن هذه الحفلات ليس بغريب الا ان الغريب هواننا جميعا المؤيدين والمباركين، المنتقدين والمعارضين، المشاركين الغافل منهم والواعين، لم نقم بشئ مماثل علي المستوي الرسمي والشعبي، دعما لآهلنا في دارفور ، فعلي صعيد الفن نملك مواهب حقيقية يجب ان تتاح لها الفرصة من خلال قضايانا المصيرية بدلا من دفعهم دفعا الي هاوية (راجل المره دي حلو حلا، وطلعنا كبري نزلنا بحري).

تعليقات

المشاركات الشائعة