لماذا لايتقدم السودان؟


تكاد ألاسباب لاتعد ولاتحصي في نظر من أراد الاجابة علي هذا السؤال مستخدما العقليه الجمعيه السائده الان. هذا السؤال الذي بات مدفونا في لاوعيها بسبب الشعور المتزايد بعدم جدوي الاجابة عليه بل بعدم امكنية ذلك أصلا. وبين الفينة والأخري يفلت من الاوعي ليظهر علي السطح لافي شكل اجابه بل في مقولتنا الشهيره (البلد دي ما بتمشي ليقدام)..

فأذا سألت رجل السياسة عن لملذا لايتقدم السودان، أختزل المشكلة أو العله الاولي في الوضع السياسي غير المستقر للبلد, فالدائره الجهنميه ( انقلاب، حكم مدني، انقلاب) لم تتوقف عند هذا الحد بل أخذت تدور في دوائر لولبية داخل نفسها ايضا بانقلابات داخلية حتي في النظام الواحد، فكيف يتقدم السودان وهو غير مستقر سياسيا. أما رجل الاقتصاد فلن ينطلق أغلب الظن من مفاهيم بقدر ما سوف ينطلق من أرقام، فكيف السبيل الي التقدم في ظل اقتصاد منهار اساسا ينخر الفساد عظامه، فأين الصناعة التي تسند عوده واين الزراعة التي تسد رمق مواطنيه،قبل ان نتشدق بأننا سلة غذاء العلم ..

أما رجل الاجتماع فما أحسب أن كلامه سوف يكون اخف وطئه من سابقيه، ففي نظره العقبه الاساسية في المجتمع ، فكيف يتقدم بلد ما وموارده البشرية معطلة ، افليست هي الاساس الاول لتقدم البلدان وتاخرها ..

وسيضرب الامثال من الخارج لاننا لانعرف عن الداخل شيئا فيقول لك .. خذ تراجع روسيا الاخذ في الاطراد كمثال و كدليل علي اهمية افراد المجتمع ، فعدد السكان يتناقص فيها بمعدل 750000سنويا بسبب تدني عدد المواليد وازدياد الوفيات وليث هذا وحسب بل أن الروس يشيخون بسرعة مما يؤثر علي الانتاجية .. فكم ياترا نموت نحن سنويا وكم نشيخ يوميا بسب الغبن والاحباط وفقدان الامل ؟؟ .. واذا رجعنا لرجل الاجتماع مرة اخري سنجده لازال متمسكا بصحة رأيه ، وكيف لا فكم هي نسبة الامية في السودان أحدهم قال لي ذات مره أنها أكثر من70% من مجموع السكان.. انا شخصيا أشك في هذا الرقم ولما لا!.. في ظل فاقد تربوي متصاعد ومستويات تعليم متدنية اصلا بل مضحكة ، واي امية نقصد بالاساس؟. وحتي من يخالف ما ذكر لايملك دليلا علي خطأه في ظل انعدام المعلومات وضعف الاحصائيات .. وهنا ستتحول المشكلة في نظر رجل الاجتماع الي مشكلة معلوملت واحصائيات يجب حلها لتظهر نقاط الخلل في المجتمع فيمكن حينها حل معضلته وبتالي معضلة تقدم السودان..كذا .. او علي اقل تقدير يمكن ضرب الامثلة من الداخل واجتناب عناء الذهاب للخارج لضرب الامثال.

وبين السياسى والاقتصادي ورجل الاجتماع, تتعدد الاسباب وتتلون، فيقف امامها المثقف حائرا بأيهم يأخذ .. أو بما يبدأ .. أو ايهم اجدر من غيره بالاعتبار بحيث يكون كمظله اذا ما ازيلت انكشف ما تحتها وعرف.

موقف المثقف هذا في اعتقادي جعله يقوم بعملية فسفسه ان جاز التعبير بحيث انه حول فسيفساء المشكل السوداني الي فسيفسائات اصغر و اصغر عله يجد نقطة البداية أو العلة الاولي، أقول ان هذا الموقف قاد الوضع الي مزيد من التعقيد مما قاد المثقف نفسه الي نتيجة أن المشكل الاول هو ذاته ، اي المثقف.

أن هذا الاخير هو أخطر السابقين علي الاطلاق، فهو ليس بجهه أو هيئة أو منظمة، فهو في كل مكان مع السياسي .. وبين الاقتصادي وفي المجتمع .. وهو كذلك لانه يمكن أعتباره عقل الشارع والناطق باسمة ..
هذا العقل العاجز حينا والمتخبط حينا أخر ، هذا المؤشر الذي لا يستقر علي حال ، هو أول من سينقل الي الشارع بل هو أول من ثبت في عقلنا الجمعي ولاشعورنا مفهوم (البلد دي مابتمشي ليقدام) حين يعجز عن تقديم الحلول لنفسه ناهيك عن غير، فهو في حاله أدمان دائم علي الفشل .. كم يزكرني هذا بعنوان كتاب د/منصور خالد...النخبة السودانية وأدمان الفشل.
أن الوضع الراهن الذي وصلت الية البلاد لهو اكبر دليل علي اننا اصبحنا ننطلق في تفكيرنا من الفرضية الاولي و الاساسية (البلد دي مابتمشي ليقدام) في التعامل مع مشاكلنا المزمنة واليومية لابل حتي في التعامل مع بعضنا البعض كافراد في مجتمع واحد ، وهنا سيكون التفسير لكل ماهو غير منطقي ورغم ذلك نسلكة كمحور تفكير ثان حين نقول (البلد دي ماعندها وجيع).
والادلة علي ذلك كثيرة .. افليس غريبا ان نري وطننا يتفتت ولايحرك احدا ساكنا؟! .. افليس مدهشا ان يكون تيار التاريخ يسير نحو التوحد ونسير نحن عكسة بحيث نقبل التجزئة دون حتي مراجعة للذات؟! ..
اليس غريبا ان نتقاعس عن مشاكلنا ونترك انفسنا للاخرين ليتخذوا منا سلعة لترويج مصالحهم؟ .. ثم نجلس ونتباكا ونحن نري سيادتنا تسلب منا!..
اليس الامر مدعاة للتسائل حين نرضي ان نعيش في بيئة فاسدة تملؤها الرشوة والمحسوبية؟! .. لابل اكثر من ذلك حين نسمع بارتفاع سعر سلعة مثل البنزين ولايحرك ذلك فينا شيئا..
فما الذي اصابنا! .. ما الذي حولنا من اناس الي مجرد جمادات لاحراك فيها؟ .. حتي السلوك الفطري للانسان حين يشعر بالخطر اختفي .. اهو كذلك ام هي السكتة التي تسبق انفجار البركان .. كل هذا اراة حين اطالع صورتي في المراءة .. فكيف السبيل لاري وجهي المشرق من
جديد...؟

تعليقات

المشاركات الشائعة